وقال النسائي: ما نعلم أحدًا روى عن نبهان غير الزهري. أقول: نبهان هذا روى عنه أيضًا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة (وهو ثقة)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال أحمد بن حنبل: نبهان روى حديثين عجيبين، انظر: "المغني" (٦/ ٥٦٣). وقد اضطرب الحافظ ابن حجر في الحكم على هذا الحديث، فقال في "الفتح" (١/ ٥٥٠): وهو حديث مختلف في صحته، وقال في (٩/ ٣٣٧): وإسناده قوي، وأكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان، وليس بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة، ولم يجرحه أحد لا ترد روايته. وحديثه هذا معارض بحديث فاطمة بنت قيس عند مسلم (١٤٨٠)، وفيه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرها أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم، وكان أعمى، تضع عنده ولا يراها، ولذلك قال أبو داود بعد أن أخرج حديث أم سلمة: هذا لأزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ألا ترى إلى اعتداد فاطمة بنت قيس عند ابن أم مكتوم؟! وما بين المعقوفتين سقط من (ك). (١) رواه البخاري في مواطن منها: (٤٥٤) في (الصلاة): باب أصحاب الحراب في المسجد، ومسلم (٨٩٢) بعد (١٧ - ٢١) في (صلاة العيدين): باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه أيام العيد، من حديث عائشة. (٢) هو بهذا اللفظ في "صحيح مسلم" (١٤٢٠) في (النكاح): باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت، من حديث عائشة. وهو في "صحيح البخاري" (٥١٣٧ و ٦٩٤٦ و ٦٩٧١) من الطريق نفسه لكن في لفظه اختلاف. (٣) اللفظان المذكوران رواهما مسلم في "صحيحه" (١٤٢١) من حديث ابن عباس.