قال الحافظ: ورجاله ثقات، لكن محمود بن لبيد ولد في عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يثبت له منه سماع، وإن ذكره بعضهم في الصحابة فلأجل الرؤية، وقد ترجم له أحمد في "مسنده" وأخرج له عدة أحاديث ليس فيها شيء صريح فيه بالسماع، ورواية مخرمة عن أبيه عند مسلم في عدة أحاديث وقد قيل: إنه لم يسمع من أبيه. أقول: وقد ذكر الحافظ -رحمه اللَّه- محمود بن لبيد في كتابه "الإصابة" في القسم الأول! مع أنه يجب أن يكون في القسم الثاني حسب كلامه في "الفتح". ثم ذكر حديثًا في "مسند أحمد" من طريق محمود بن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة: حدثني محمود بن لبيد قال: أتانا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .! ثم ذكر عن ابن حبان أنه ذكره في التابعين، وقال: يروي المراسيل. ثم قال: وذكرته في الصحابة لأن له رؤية. والحديث قال عنه في "بلوغ المرام": رجاله موثقون. وقال الحافظ ابن كثير: إسناده جيّد. (١) رواه أحمد في "مسنده" (١/ ٢٦٥): حدثنا سعد بن إبراهيم به، وفي المطبوع: "سعيد" والمثبت من (ك) ومصادر التخريج. ورواه البيهقي (٧/ ٣٣٩) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به ورواه أبو يعلى (٢٥٠٠) من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق به. أقول: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات لكن في رواية داود عن عكرمة اضطراب، قال ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر، وقال أبو داود: أحاديثه عن شيوخه مستقيمة، وأحاديثه عن عكرمة مناكير. ومع هذا فقد صحح المؤلف إسناد هذا الحديث، وصححه في "زاد المعاد" (٥/ ٢٦٣).