للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنصار في قتيل ادعوه على اليهود (١)، ذكره مسلم.

وقضى -صلى اللَّه عليه وسلم- في شأن محيِّصة بأن يُقْسِمَ خمسون من أولياء القتيل على رجل من المتهمين به فيُدفع برمته إليه، فأبوا فقال: "تبرئكم يهود بأيمان خمسين" فأبوا، فوداه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-[بمئة] من عنده" (٢)، متفق عليه وعند مسلم: "بمئة من إبل الصدقة" (٣).

وعند النسائي: "فَقَسَمَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دِيته عليهم وأعانهم بنصفها" (٤).

وقضى -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه: "لا تَجْني نفس على أخرى، ولا يجني والد على ولده، ولا ولد على والده" (٥)، والمراد أنه لا يؤخذ بجنايته، فلا تزر وازرة وزر أخرى.


(١) رواه مسلم (١٦٧٠) (٧ و ٨) من حديث رجل من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وفي القسامة ومشروعيتها انظر: "زاد المعاد" (٣/ ٢٠١)، و"أحكام الجناية" (٣٦٣ - ٣٧٦).
(٢) رواه البخاري (٣١٧٣) في (الجهاد): باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره، و (٦١٤٣) في (الأدب): باب إكرام الكبير، و (٦٨٩٨) في (الديات): باب القسامة، و (٧١٩٢) في (الأحكام): باب كتاب الحاكم إلى عماله، ومسلم (١٦٦٩) في (القسامة): أوله من حديث سهل بن أبي حَثْمه ورافع بن خديج، وما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٣) رواه مسلم (١٦٦٩) بعد (٥).
(٤) رواه النسائي (٨/ ١٢) في (القسامة): باب تبرئة أهل الدم في القسامة: أخبرنا محمد بن معمر: قال حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا عبيد اللَّه بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١٢/ ٢٣٤): "وهذا السند صحيح حسن"، كذا العبارة وأظنه "صحيح أو حسن".
أقول: لكن في قوله: "فقسم ديته وأعانهم بنصفها" مخالف للأحاديث الصحيحة المذكورة.
فقد روى القصة ابن ماجه (٢٦٧٨)، والدارقطني (٣/ ١٠٩ - ١١٠) من طريق حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب به، إلا أنه قال: "فوداه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من عنده".
وحجاج كان كان فيه مقال إلا أن روايته موافقه للروايات الصحيحة.
وانظر: الرواية المتقدمة.
(٥) رواه أحمد (٣/ ٤٩٨ - ٤٩٩)، والترمذي (٣٠٩٦) في (تفسير سورة التوبة)، وابن ماجه (٢٦٦٩) في (الديات): باب لا يجني أحد على أحد، و (٣٠٥٥) في (المناسك): باب الخطبة يوم افحر، والبيهقي (٨/ ٢٧) من طريق شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن جماعة من الصحابة تكلم على أحاديثهم بالتفصيل شيخنا الألباني في "الإرواء" (٧/ ٣٣٢ - ٣٣٦)، وانظر: "التلخيص الحبير" (٤/ ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>