للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ادّعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلًا بالكفر أو قال: عدو اللَّه وليس كذلك إلا حَارَ عليه" (١).

فمن الكبائر تكفير من لم يكفره اللَّه ورسوله، وإذا كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أمر بقتال الخوارج وأخبر أنَّهم شر قتلى تحت أديم السماء، وأنهم يمرقون من الإسلام، كما يمرق السهم من الزمية (٢)، ودينهم تكفير المسلمين بالذنوب فكيف


(١) رواه البخاري (٣٥٠٨) في (المناقب): باب (٥)، و (٦٠٤٥) في (الأدب): باب ما ينهى من السباب واللعن، ومسلم (٦١) في الإيمان، من حديث أبي ذر.
(٢) أما الأمر بقتال الخوارج فثابت في أحاديث منها حديث علي بن أبي طالب، رواه البخاري (٦٩٣٠) في (إستتابة المرتدين): باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم (١٠٦٦) في (الزكاة): باب التحريض على قتل الخوارج.
وأما أنهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، فهو في حديث رواه البخاري في مواطن كثيرة جدًا منها: (٣٣٤٤) في (كتاب الأنبياء): باب قول اللَّه تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ}، وأطراف الحديث هناك، ومسلم (١٠٦٤) في (الزكاة): باب ذكر الخوارج وصفاتهم من حديث أبي سعيد الخدري.
ورواه مسلم (١٠٦٣) من حديث جابر.
وأما أنهم شر قتلى تحت أديم السماء، فقد رواه أحمد (٥/ ٢٥٣ و ٢٥٦)، وابن أبي شيبة (١٥/ ٣٠٧ - ٣٠٨)، والطيالسي (١١٣٦)، والترمذي (٣٠٠٧) في (التفسير): باب ومن سورة آل عمران، وابن ماجه (١٧٦) في (المقدمة): باب ذكر الخوارج، والحميدي (٩٠٨)، وعبد الرزاق (١٨٦٦٣)، والطبراني في "الكبير" (٨٠٣٣ و ٨٠٤٠ و ٨٠٤٤ و ٨٠٤٩ و ٨٥٥٠ و ٨٠٥٢ و ٨٠٥٢ و ٨٠٥٥ و ٨٠٥٦)، و"الصغير" (٢/ ١١٧)، والطحاوي في "المشكل" (رقم ٢٥١٩)، وابن أبي عاصم (٦٨)، وابن نصر (ص ١٦ - ١٧)، واللالكائي (١٥١، ١٥٢) كلهم في "السنة"، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ رقم ٨١٥٠)، والبيهقي (٨/ ١٨٨)، والآجري في "الشريعة" (ص ٣٥، ٣٦)، وابن الجوزي في "الواهيات" (١/ ١٦٣ رقم ٢٦٢) من طرق كثيرة عن أبي غالب حَزوَّر عن أبي أمامة، بألفاظ متقاربة وبعضهم اختصره.
وأبو غالب تكلم فيه قوم ومشّاة آخرون، قال ابن عدي: قد روي عن أبي غالب حديث الخوارج بطوله، وهو معروف به. ولم أر في أحاديثه حديثًا منكرًا، وأرجو أنه لا بأس به.
وقد توبع فقد أخرجه الطبراني (٧٥٥٣) من طريق أبي عزة الدباغ عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة به.
وشهر لا بأس به في المتابعات والشواهد، لكن أبو عزة هذا ينظر في أمره.
وتابعه أيضًا صفوان بن سليم -وهو ثقة- عند أحمد (٥/ ٢٦٩)، وابنه عبد اللَّه في "السنة" (رقم ١٥٤٦)، وسنده صحيح، وكذلك سيار الأموي -وثقه ابن حبان (٤/ ٣٣٥) =

<<  <  ج: ص:  >  >>