للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى الحديث أنه توصل إلى ذلك وتوسل إليه بأذى أخيه المسلم من كذب عليه أو سخرية [به] (١) أو همزة أو لمزة أو غيبة والطعن عليه والازدراء به والشهادة عليه بالزور والنيل من عرضه عند عدوه ونحو ذلك مما كثير من الناس واقع في وسطه (٢) واللَّه المستعان.

ومنها: التبجُّح والافتخار بالمعصية بين أصحابه وأشكاله، وهو الإجهار الذي لا يُعافي اللَّه صاحبه (٣)، وإن عافى من ستر نفسه (٤).

ومنها: أن يكون له وجهان ولسانان فيأتي القوم بوجه ولسان ويأتي غيرهم بوجه ولسان آخر.

ومنها: أن يكون فاحشًا بذيًا يتركه الناس ويحذرونه اتقاء فحشه.

ومنها: مخاصمة الرجل في باطل يعلم أنه باطل ودعواه ما ليس له، وهو يعلم أنه ليس له.

ومنها: أن يدَّعي أنه من آل بيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وليس منهم أو يدَّعي أنه ابن فلان وليس بابنه، وفى "الصحيحين": "من ادّعى إلى غير أبيه فالجنّة عليه حرام" (٥)، وفيهما أيضًا: "لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كافر" (٦)، وفيهما أيضًا: "ليس من رجل ادّعى إلى غير (٧) أبيه، وهو يعلمه إلا وقد كَفَر (٨)،


= والذي يظهر أن الحديث أصله مرسل.
وأخرجه من طرق عن الحسن: عبد الرزاق (١١/ ٤٥٨)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (رقم ٢٧٢)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (رقم ٢٣٢). وفي الباب عن أنس مرفوعًا وإسناده ضعيف، والحديث حسن بمجموع طرقه، كما بيّنته في تعليقي على "المجالسة" (رقم ١٨٢٣).
(١) ما بين المعقوفتين من (ك).
(٢) كذا في (ك) وفي سائر النسخ: "مما يفعله كثير من الناس وأوقع في وسطه".
(٣) في (ك): "الذي لا يعافى صاحبه".
(٤) كذا في (ك)، وفي سائر الأصول: "وإن عافاه من شر نفسه".
(٥) رواه البخاري (٤٣٢٦ و ٤٣٢٧) في (المغازي): باب غزوة الطائف، و (٦٧٦٦ و ٦٧٦٧) في (الفرائض): باب من ادّعى إلى غير أبيه، ومسلم (٦٣) في (الإيمان): باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، من حديث سعد وأبي بكرة.
(٦) رواه البخاري (٦٨٦٨) في (الفرائض): باب من ادعى إلى غير أبيه، ومسلم (٦٢) في (الإيمان): باب بيان حال من رغب عن أبيه وهو يعلم، من حديث أبي هريرة.
(٧) كذا في (ك) وفي سائر الأصول: "لغير".
(٨) "ما أكثر ما يحدث هذا في أيامنا هذه، ولا سيّما بين من يسمون أنفسهم رجال ونساء الفن!! " (و).

<<  <  ج: ص:  >  >>