للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلعن قومًا قط فمسخهم فكان لهم نسل حتى يهلكهم، ولكن هذا خَلْق كان فلما غضب (١) اللَّه على اليهود مَسْخَهم جعلهم مثلهم" (٢)، ذكره أحمد.

وقال: "فيكم المُغرِّبون فقالت عائشة: وما المغربون؟ قال: "الذين يشترك فيهم الجن" (٣)، ذكره أبو داود، وهذا من مشاركة الشياطين (٤) للأنس في الأولاد وسموا المغربين لبعد أنسابهم، وانقطاعهم عن أصولهم، ومنه قولهم: "عنقاء مغرب".

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل فقال: أين أتَّزر؟ فأشار إلى عظم ساقه، وقال: "هاهنا أتَّزِر" قال: فإن أبيت؟ قال: "فههنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فههنا فوق الكعبين، فإن


= ثم قال الشيخ: وجملة القول أن الحديث عندي حسن على أقل الدرجات.
أقول: وفي الأمر -مرفوعًا- نظر وأما الموقوف فوارد من طرق عن ابن عباس وغيره من الصحابة ووقع التصريح عند ابن أبي الدنيا أنه أخذه عن كعب الأحبار، وفي الباب عن أبي عمران الجوني قوله وقول غيره، أورد هذا صالح بن أحمد في "مسائل أبيه" (٥٨٣ - ٥٩٣)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٢٧٩ - ١٢٨٧)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" وهذا أشبه واللَّه أعلم.
(١) كذا في (ك)، وفي سائر الأصول: "كتب"!
(٢) رواه أحمد في "مسنده" (١/ ٣٩٥ و ٣٩٦ - ٣٩٧ و ٤٢١)، وأبو يعلى (٥٣١٤)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٣٢٧٢) من طرق عن داود بن أبي الفرات: حدثنا محمد بن زيد العبدي عن أبي الأعين، عن ابن الأحوص الجشمي عن ابن مسعود به.
وهذا إسناد ضعيف، أبو الأعين العبدي ضعفه ابن معين، وقال ابن حبان في "المجروحين" (٣/ ١٥٠): كان ممن يأتي بأشياء مقلوبة، وأوهام معمولة، كأنه تعمدها لا يجوز الاحتجاج به، ثم ذكر له نسخة بهذا الإسناد وقال: "ما لشيء منها أصل يرجع إليه".
وهذا من تهويلاته -رحمه اللَّه- وأصل الحديث في "صحيح مسلم" (٢٦٦٣) في (القدر): باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص كما سبق به القدر، من حديث ابن مسعود أيضًا. وقال: وذُكرت عنده القردة قال مسعر: وأراه قال: والخنازير من مَسْخٍ؟ فقال: "إن اللَّه لم يجعل لمسخ نسلًا ولا عقبًا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك".
وله لفظ آخر عنده أيضًا.
(٣) رواه أبو داود (٥١٠٧) في (الأدب): باب في الصبي يولد فيؤذن في إذنه من طريق إبراهيم بن أبي الوزير: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن ابن جريج عن أبيه عن أم حميد عن عائشة به.
أقول: هذا إسناد فيه مقال؛ ابن جريج مدلس، وقد عنعن، وأبوه ليّن الحديث كما في "التقريب"، وأم حميد لا يعرف حالها كما في "التقريب" أيضًا، وانظر كتابي "فتح المنان بجمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان" (١/ ٤٢٢ - ٤٢٣).
(٤) في (ك): "الشيطان".

<<  <  ج: ص:  >  >>