للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الكهان أيضًا، فقال: "ليسوا بشيء" فقال السائل: إنهم يحدثوننا أحيانًا بالشيء فيكون، فقال: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أُذن وليه من الإنس فيخلطون معها مئة كذبة" (١) متفق عليه.

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: ٦٤]، فقال: "هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له" (٢) ذكره أحمد.

وسألته -صلى اللَّه عليه وسلم- خديجة -رضي اللَّه عنها- عن ورقة بن نوفل فقالت: إنه كان صدقك، ومات قبل أن تظهر، فقال: "أريته (٣) في المنام وعليه ثياب بيض ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك" (٤).


(١) رواه البخاري (٥٧٦٢) في (الطب): باب الكهانة، و (٦٢١٣) في (الأدب): باب قول الرجل للشيء: "ليس بشيء" وهو ينوي أنه ليس بحق، و (٧٥٦١) في (التوحيد): باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم، ومسلم (٢٢٢٨) في (السلام): باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، من حديث عائشة.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) كذا في (ك)، وفي سائر الأصول: "رأيته".
(٤) رواه أحمد في "مسنده" (٦/ ٦٥) من طريق حسن عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة.
وعزاه إليه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة ورقة ساكتًا عليه، وكأنه لشهرة ابن لهيعة، وهو ضعيف في غير رواية ومن يلحق بهم -وقد ذكرناهم في موضع سابق- وليس الحسن منهم.
ورواه الترمذي (٢٢٨٨) في (الرؤيا): باب ما جاء في رؤيا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الميزان والدَّلو، والحاكم (٣٩٣) من طريق يونس بن بكير حدثني عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري عن عروة من عائشة به.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي".
وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: فيه عثمان الوقّاصي متروك، وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (٣/ ٩) عن إسناد أحمد: "هذا إسناد حسن، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلًا، فاللَّه أعلم".
قلت: رواه الزبير بن بكار -كما في "الروض الأنف" (١/ ٢٧٣) - عن عبد اللَّه بن معاذ الصنعاني عن معمر عن الزهري عن عروة.
ورواه عبد الرزاق (٩٧١٩) عن معمر عن الزهري قال: وسئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ورقة بن نوفل -كما بلغنا فقال: فذكره وهذا مرسل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>