للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفتاها، [قلت] (١): على أيِّ وجه يُفتي حتى [يعلم (ما)] (٢) فيها؟ قال: يفتي بالبحث، لا يدري أيش أصلها (٣).

وقال أبو داود في "مسائله": ما أحْصِي ما سمعت أحمد سُئِل عن كثير (٤) مما فيه الاختلاف [في] العلم فيقول: لا أدري (٥). قال: وسمعته يقول: ما رأيت مثل ابن عُيَيْنة في [الفتوى] (٦) أحسن فُتْيا منه، كان أهون عليه أن يقول: [لا أدري] (٧).

وقال عبد اللَّه بن أحمد في "مسائله": سمعت أبي يقول: قال (٨) عبد الرحمن بن مهدي: سأل رجل من أهل الغرب (٩) مالك بن أنس عن مسألة، فقال: لا أدري، فقال: يا أبا عبد اللَّه تقول لا أدري؟! [قال: نعم، فابلغ مَنْ وراءك أني لا أدري (١٠).

وقال عبد اللَّه: كنت أسمع أبي كثيرًا يسأل عن المسائل؛ فيقول: لا أدري] (١١)


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ن) (ك) (ق).
(٢) في (ن): "يعني" وفي (ك): "يعلم" وما بين الهلالين سقط من (ق).
(٣) انظر: "مسائل ابن هانئ" (٢/ ١٦٥/ ١٩١٥).
(٤) في (ق): "عن شيء كثير".
(٥) انظر: "مسائل أبي داود": (ص ٢٧٥)، وبدل ما بين المعقوفتين فيها: "من".
(٦) في "مسائل أبى داود": "الفتيا"، وكلاهما صحيح، لكن "الفتيا" في كلام العرب أفصح وأكثر استعمالًا، وتعريف الإفتاء: هو إخبار بحكم اللَّه تعالى عن دليل شرعي لمن سأل عنه في أمر نازل. انظر: "الفتيا ومناهج الإفتاء" (ص ٧ - ٩) للدكتور محمد الأشقر.
(٧) انظر: "مسائل أبي داود" (ص ٢٧٦)، وبدل ما بين المعقوفتين فيها: "لا دري" بسقوط ألف المضارعة! وفيها زيادة: "من لا شيء، يقول: من يحسن -يعني: هذا-؟ يعني: على هذا سَلْ العلماء" اهـ.
(٨) في المطبوع: "وقال".
(٩) في (ق) و (ن): "أهل المغرب".
(١٠) أسنده إلى ابن مهدي: ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص ١٨)، والآجري في "أخلاق العلماء" (ص ١٣٤)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١٧٤)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (٢/ ٨٣٨ رقم ١٥٧٣)، والبيهقي في "المدخل" (رقم ٨١٦)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٣٢٣) بألفاظ متقاربة.
وذكره القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (١/ ١٤٥ - ١٤٦)، والشاطبي في "الموافقات" (٥/ ٣٢٥ - بتحقيقي).
(١١) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>