كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[الرأي على ثلاثة أنواع] - فصل [الآثار عن التابعين في ذم الرأي] - ج: 2 - ص: 141

وذكر ابن وَهْب، عن ابن شِهَاب أنه قال وهو يذكر ما وَقَعَ فيه الناسُ من هذا الرأي وتركهم السنن، فقال: إن اليهودَ والنصارى [إنما] (١) انسلخوا من العلم الذي بأيديهم حين اتَّبَعُوا الرأي وأخذوا فيه (٢).

[وقال ابن وَهْب: حدثني ابنُ لَهيعة أن رجلًا سأل سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن شيء، فقال: لم أسمع في هذا شيئًا، فقال له الرجل: فأخبرني أصلحك اللَّه برأيك، فقال: لا، ثُمَّ أعاد عليه، فقال: إني أَرْضى برأيك (٣)، فقال [سالم: إنِّي] لعلِّي إنْ أخبرتُك برأيي ثم تذهب فأرّى بعد ذلك رأيًا غيره فلا أجدك (٤).

وقال البُخاريُّ: حدثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الأُوَيْسيُّ: ثنا مالك بن أنس قال: كان رَبيعة يقول لابن شهاب: إن حالي ليس يُشْبه حالك، أنا أقول برأيي

---

= وخالف أصحاب هشام: وكيع، فرواه عن هشام عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو قوله، أخرجه ابن أبي شيبة (١٥/ ١٧٧ رقم ١٩٤٣٨).
وخالفهم قيس بن الرببع، فرواه عن هشام عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه، أخرجه البزار في "مسنده" (١/ ٩٦ - "كشف الأستار")، وقال: "لا نعلم أحدًا" قال: عن هشام عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو إلا قيس، ورواه غيره مرسلًا.
وعزاه الهيثمي في "المجمع" (١/ ١٨٠) للبزار وقال: "فيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة، والثوري، وضَعَّفه جماعة، وقال ابن القطان: هذا إسناد حسن".
أقول: قيس بن الربيع لا يُحسَّن حديثه! والعجب أنه ذكره في الزوائد مع أن ابن ماجة أخرجه.
فرواه (٥٦) من طريق سويد بن سعيد ثنا ابن أبي الرِّجال عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه. قال البوصيري في "الزوائد" (١/ ٥٠) هذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي الرِّجال.
ورُوي من حديث عائشة -أيضًا- رواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ١٨٠)، وفيه عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن عروة، وهو متروك.
وروى البيهقي في "المعرفة" (١/ ١٠٩) نحوه عن عمر بن عبد العزيز.
(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٢) ذكره عنه ابن عبد البر في "الجامع" (٢٠٢٨) (ص ١٠٥١) دون إسناد.
(٣) في (ك): "بذلك" وبدل ما بين المعقوفتين في (ق): "يا ابن أخي".
(٤) أخرجه ابن حزم في "الإحكام" (٦/ ٥٥) من طريق ابن وهب به. وذكره ابن عبد البر (١٤٤٢) (ص ٧٧٧) هكذا: وذكر ابن وهب عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن سالم، وسنده حسن.