للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لرشدك أن تُراجعَ فيه الحق، فإن (١) الحقَّ قديمٌ لا يُبْطله شيءٌ، ومُراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، والمسلمون عدول بعضهم على بعض، إلا مجَرَّبًا عليه شهادة زور، أو مجلودًا في حدٍ، أو ظنِّينًا في ولاءٍ أو قرابة، فإن اللَّه تعالى تولى من العباد السرائر، وستر عليهم الحدود إلا بالبيِّنات والأَيْمان، ثم الفَهْمَ الفَهْم فيما أُدلي إليك مما ورد عليك مما ليس في [قرآنٍ ولا سنة] (٢)، ثم قايس الأمور عند ذلك واعرف الأمثال، ثم اعمد (٣) فيما ترى إلى أحبِّها إلى اللَّه وأشبهها بالحق، وإيِّاك والغضب والقلق والضَّجر والتأذِّي بالناس والتنكُّر (٤) عند الخصومة، أو الخصوم، شك أبو عبيد، فإن القضاء في مواطن الحق مما يُوجبُ اللَّه به الأجر، ويُحسنُ به الذِّكر.

فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه اللَّه ما بينه وبين الناس، ومن تَزَيَّن بما ليس في نفسه شانَهُ اللَّه، فإن اللَّه تعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصًا، فما ظنُّك بثواب عند اللَّه في عاجل رزقه، وخزائن رحمته، والسلام عليك ورحمة اللَّه" (٥).


(١) في (ق): "وإن".
(٢) في (ك): "القرآن والسنة" وفي (ق): "ولا في سنة".
(٣) في (ن) و (ق) و (ك): "ثم اعتمد".
(٤) في (ن): "والشك".
(٥) أخرجه الدارقطني في "السنن" (٤/ ٢٠٧)، أو رقم (٤٣٨١ - بتحقيقي)، وابن أبي الدنيا في "القضاء"، و"الإخلاص والنية" (رقم ٨٠ - مختصرًا)، -وعنه الدينوري في "المجالسة" (٨/ ٢٦٧ رقم ٣٥٣٤ - بتحقيقي)، ومن طريقه ابن عربي في "محاضرة الأبرار" (٢/ ٢٩٣) -، ووكيع في "أخبار القضاة" (١/ ٧٠ - ٧٣، ٢٨٣ - ٢٩٣)، والقاضي المعافى، -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (٢/ ٢٣٥ - ٢٣٦) -، والدارقطني (٤/ ٢٠٧)، وابن القاص في "أدب القاضي" (١/ ١٦٨)، والبيهقي (٦/ ٦٥ و ١٠/ ١٠٦، ١١٩، ١٣٥، ١٨٢، ٢٥٣ - مفرقًا)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٢/ ٧٢ - طـ دار الفكر)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ٢٠٠)، والهروي في "ذم الكلام" (ص ١٨١)، وابن حزم في "المحلى" (٩/ ٣٩٩) و"الإِحكام" (٢/ ٤٤٢ - ٤٤٣ و ٧/ ١٤٦ - ١٤٧) وابن عبد البر في "الاستذكار" (٢٢/ ٣١) وابن الجوزي في "تاريخ عمر" (١٣٥) وابن العربي في "عارضة الأحوذي" (٩/ ١٧٠)، من طرق عن ابن عيينة، عن إدريس الأودي قال: أتيت سعيد، وفي رواية: أخرج إلينا سعبد بن أبي بُردة به.
وهذا إسناد رجاله ثقات مشهورون؛ لكن رواية سعيد إنما هي من كتاب عمر، وسعيد هذا روايته عن ابن عمر مرسلة، فكيف عن عمر؟ مات بعد المئة وثلاثين.
وأخرجه ابن أبي شيبة (٤/ ٣٤٥)، والبيهقي (١٠/ ١٥٠)، و"معرفة السنن والآثار" =

<<  <  ج: ص:  >  >>