للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} رواه ابن حبَّان في "صحيحه" (١)، والإمام أحمد، وفي "صحيحه" أيضًا من حديث أبي هريرة يرفعه، قال: "إن الميت ليَسْمَعُ خَفْقَ نعالهم حين يُوَلون عنه مُدْبِرين، فإذا كان مؤمنًا كانت الصلاةُ عند رأسِهِ، والزكاة عن يَمينه، والصيام (٢) عن يساره، وكان فعلُ الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيُؤتَى من عند رأسه؛ فتقول الصلاة: ما قِبَلي مدخل، فيُؤتى عن يمينه، فتقول الزكاة: ما قِبلي مَدْخَل، فيُؤتى عن يساره فيقول الصيام: ما قِبلي مَدْخل، فيُؤتى من عند رجليه، فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قِبلي مَدْخل، فيقال له: اجلس، فيجلس قد مُثِّلت [له] (٣) الشَّمس قد دَنَتْ للغروب، فيقال له: أخبرنا عن ما نسألك عنه؟ فيقول: دعُوني حتى أصلي، فيقال: إنك ستفعل، فأخبرنا عما نسألك، فيقول: وعمَّ تسالوني؟ فيقال له: أرأيْتَ هذا الرجُلَ الذي كان فيكم، ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أمحمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فيقال] (٤): نعم، فيقول: أشهد أنه رسول اللَّه، وأنه جاء بالبينات من عند اللَّه فَصَدَّقناه، فيقال له: على ذلك حَيِيتَ، وعلى ذلك مِتَّ، وعلى ذلك تُبْعَثُ إن شاء اللَّه، ثم يُفْسَحُ له في قبره سبعون ذراعًا، وينَوَّر له فيه، ثم يفتح له بابٌ إلى الجنة، فيقال له: انظر إلى ما أعَدَّ اللَّه لك فيها (٥)، فيزداد غبطَةً وسرورًا، ثم تُجعل نسمته في النَّسَم (٦) الطيب، وهي طير خُضْر تعلَق بشجر الجنة، ويعاد الجسدُ إلى ما بدأ منه من التراب، وذلك قول اللَّه تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} " (٧).


(١) حديث البراء بن عازب لم يروه ابن حبان في "صحيحه" بل قال: (٧/ ٣٨٧): "خبر الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء سمعه الأعمش عن الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو، وزاذان لم يسمعه من البراء؛ فلذلك لم أُخرِّجه. أقول: بل ثبت سماع الأعمش من المنهال في طرق؛ كما هو في مصادر التخريج من قبل.
(٢) في المطبوع: "وكان الصيام".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٤) في (ق): "فيقول".
(٥) في (ق): "بها".
(٦) في (ق): "ثم يجعل نسمة في النسيم الطيب".
(٧) رواه هناد في "الزهد" (٣٣٨)، والطبري (١٣/ ٢١٥ - ٢١٦)، وابن حبان (٣١١٣)، وعبد اللَّه بن أحمد في "السنة" (١٤٥٣)، والطبراني في "الأوسط" (٢٦٣٠)، والحاكم (١/ ٣٧٩ - ٣٨٠ و ٣٨٠ - ٣٨١)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص ٢٢٠ - ٢٢٢)، وفي "إثبات عذاب القبر" (٦٧) من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة =

<<  <  ج: ص:  >  >>