كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[خطاب عمر إلى أبي موسى] - [من الأمثال التي ضربها الله ورسوله] - ج: 2 - ص: 420

وفي "المسند" من حديث عبد اللَّه بن عمرو (١) عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أن رجلًا كان فيمن كان قبلكم اسْتَضَاف قومًا فأضافوه، ولهم كلبة تَنْبح، قال: فقالت الكلبة: واللَّه لا أنبح ضَيف أهلي اللَّيلة، قال: فَعَوَى جِرَاؤُها في بطنها فبلغ ذلك نبيًّا لهم أو قَيْلًا لهم (٢)، فقال: مثل هذه مثل أمة تكون بعدكم يقهر سفهاؤها حكماءَها، ويغلب سفهاؤُها علماءَها" (٣).

---

= وأبو عبد ربه هذا يقال له: أبو عبد رب ويقال: أبو عبد رب العزة، كان زاهدًا روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٢/ ٣٠٥ رقم ١٤٢٢): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".
وقال في الموضع الثاني: "هذا إسناد فيه مقال، عثمان بن إسماعيل لم أر من جرحه، ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد موثقون"، أقول: وعثمان هذا متابع.
وقال الذهبي في "الميزان": (٤/ ٤٤٣): "حديث صالح الإسناد" وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (رقم ٤٦) حدثنا محمد بن شابور عن ابن جابر به، مختصرًا.
(١) في (ق): "عمر".
(٢) في (ك) و (ق): "وأملا لهم"، القيل هو اسم لملوك اليمن، كل ملك منهم يسمى "قيل" كما في "المؤتلف والمختلف" (٤/ ١٨٥٢) للدارقطني.
(٣) أخرجه أحمد في "المسنده" (٢/ ١٧٠) -ومن طريقه يوسف بن عبد الهادي في "الإغراب في أحكام الكلاب" (ص ١٥٥) - والخطيب في "تلخيص المتشابه" (رقم ١٠٩٣ بتحقيقي)، والرامهرمزي في "الأمثال" (رقم ٦٠) من طريق يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه.
ورواية أبي عوانة عن عطاء بعد اختلاطه فلا يحتج بحديثه، قاله ابن معين. وكان عطاء يرفع أشياء بعد اختلاطه لم يكن يرفعها، فلعل هذا منها، واللَّه أعلم. وانظر "الكواكب النيرات" (٣٢٣، ٣٢٨).
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٦/ رقم ٥٦٠٥)، والنقاش في "فنون العجائب" (رقم ١٩ - بتحقيقي) من طريق إبراهيم بن إسماعيل التَّرجُماني، عن شعيب بن صفوان عن عطاء به.
وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب إِلا شعيب بن صفوان وأبو عوانة، ولم يروه عن أبي عوانة إِلا يحيى بن حماد".
قلت: إسناده ضعيف جدًا، شعيب بن صفوان ليس بشيء، والترجماني يروي وليس يبالي عمن روى، قال ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٣٢٠) في ترجمة (شعيب): "روى عن عطاء أحاديث، وله غير ما ذكرت من حديث، وليس بالكثير، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" وعطاء اختلط، ورواية شعيب عنه بعد اختلاطه.
وقال الهيثمي في "المجمع" (١/ ١٨٣): "فيه شعيب بن صفوان، وثقه اين حبان =