كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[خطاب عمر إلى أبي موسى] - [من الأمثال التي ضربها الله ورسوله] - ج: 2 - ص: 421

وفي "صحيح البخاري" من حديث النعمان بن بشير أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مثلُ القائم في حدود اللَّه والواقع فيها كمثل قومٍ اسْتَهَموا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلَاها، وبعضُهم أسفَلَها، فكان الذين في أسفلها إذا اسْتَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فوقهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنَا في نصيبنا خَرْقًا، ولم (١) نُؤْذِ مَنْ فوقنا، فإنْ هم تركوهم، وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإنْ أخَذُوا على أيديهم نَجَوْا ونجوا جميعًا" (٢). وفي "المعجم الكبير" عنه من حديث سهل بن سعد قال: "إياكم وَمُحَقّرَاتِ الذنوب، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء هذا بعُودٍ وهذا بعود، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإنَّ محقرات الذنوب متى يُؤخذ بها صاحبها تُهْلِكهُ" (٣).

---

= وضعفه يحيى، وعطاء بن السائب قد اختلط". وعزاه الدّميري في "حياة الحيوان الكبرى" (٢/ ٣٠٨) للبزَّار والطبراني. ووقع في (ق): "ويغلب سفهاؤها علماءها".
(١) في (ق): "لم".
(٢) هو في "صحيح البخاري" (كتاب الشركة): باب هل يقرع في القسمة، (٢٤٩٣)، وفي (كتاب الشهادات): باب القرعة في المشكلات (٢٦٨٦)، وانظر تخريجه بتوسع في "الحنائيات" (رقم ٢٠٩) وتعليقي عليه. ووقع في (ق): "فإنهم إن تركوهم".
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" (٥٨٧٢)، وفي "الأوسط" (٧٣٢٣)، وفي "الصغير" (٩٠٤)، ورواه أحمد (٥/ ٣٣١)، والروياني في "المسند" (٢/ ٢١٦ رقم ١٠٦٥)، وابن أبي الدنيا في "التوبة" (٣، ٤٣)، والبيهقي في "الشعب" (رقم ٧٢٦٧)، والبغوي في "شرح السنة" (١٤/ ٣٩٩).
وقال في "المجمع" (١٠/ ١٩٠): "رواه الطبراني في الثلاثة من طريقين، ورجال إحداهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة".
وللحديث شواهد، منها: حديث ابن مسعود، أخرجه أحمد (١/ ٤٠٢)، وفي "الزهد" (٢١)، والطبراني في "الكبير" (١٠٥٠٠)، وفي "الأوسط" (٢٥٢٩)، والطيالسي (رقم ٤٠٠)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم ٣١٩)، والبيهقي (١٠/ ١٨٧ - ١٨٨)، وفي "الشعب" (١/ ٢٦٩ رقم ٢٨٥ - ط دار الكتب العلمية و ٢/ ٨٣ رقم ٢٨١ - ط الهندية).
قال الهيثمي (١٠/ ١٨٩): "رجاله رجال الصحيح، غير عمران القطان، وقد وثقه جمع".
ومنها: حديث عائشة، ولفظه: "يا عائش! إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من اللَّه طالبًا".
أخرجه أحمد (٦/ ٧٠، ١٥١)، وفي "الزهد" (٣١)، والدارمي (٢٧٢٩)، وابن أبي شيبة (١٣/ ٢٢٩)، وابن ماجة (٤٢٤٣)، والنسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" (١٢/ ٢٥٠) - والطبراني في "الأوسط" (رقم ٣٧٧٦)، وابن حبان (٥٥٦٨ - الإحسان ورقم ٢٤٩٧ - موارد)، والقضاعي (٩٥٥)، وأبو نعيم (٣/ ١٦٨)، والخطيب في "الموضح" (١/ ٣٠٤).