للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمحرم [تحريمٌ لما] (١) عفا اللَّه عنه، وفي قوله: "ذروني ما تركتكم" بيانٌ جليٌّ أَنَّ مَا لَا نصَّ فيه فليس بحرام ولا واجب.

ودل الحديث على أن أوامره على الوجوب حتى يجيء ما يرفع ذلك، أو يُبيّن أن مراده الندب، وأن ما لا نستطيعه فساقط (٢) عنا.

وقد روى ابنُ المُغَلِّس: ثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن: ثنا أبو قِلابة الرَّقاشِيُّ: ثنا أبو الربيع الزَّهرانيُّ: ثنا سيف بن هارون البُرْجُميُّ، عن سليمان التَّيميُّ، عن أبي عثمان النَّهديِّ، عن سلمان [-رضي اللَّه عنه-] (٣) قال: سُئل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أشياء، فقال: "الحلال ما أحل اللَّه، والحرام ما حرم اللَّه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه" (٤) وهذا إسناد جيدٌ مرفوع، واللَّه المستعان، وعليه التُّكْلَان.


(١) في (ق) و (ك): "يحرم ما".
(٢) في (ق): "ساقط".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٤) أخرجه الترمذي في اللباس: باب ما جاء في لبس الفراء (٤/ ٢٢٠) (رقم: ١٧٢٦)، وابن ماجه في الأطعمة: باب أكل الجبن والسمن (٢/ ١١١٧) (رقم: ٣٣٦٧) من طريق سيف بن هارون البرجميّ عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي به.
وقال الترمذي في "جامعه":
"وهذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله، وكان الحديث موقوف أصح، وسألت البخاري عن هذا الحديث، فقال: ما أراه -أي: أظنه- محفوظًا، روى سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان موقوفًا، قال البخاري: وسيف بن هارون مقارب الحديث، وسيف بن محمد عن عاصم ذاهب الحديث".
ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ١١٥)، والطبراني في "الكبير" (٦١٢٤)، وابن أبي حاتم في "العلل" (٢/ ١٠ رقم ١٥٠٣)، -وقال: "هذا خطأ، رواه الثقات عن التيمي عن أبي عثمان عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ليس فيه سلمان وهو الصحيح"- وبيبي الهرثمية في "جزئها" (رقم ٨٥)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٢١٢)، وابن حبان في "المجروحين" (١/ ٣٤٦)، وابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (٣/ ١٢٦٧)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (٢/ ١٧٤)، والبيهقي في "السنن" (١٠/ ١٢)، والمزي في "تهذيب الكمال" (١٢/ ٣٣٥)، وقال الحاكم: "هذا حديث مفسر في الباب، وسيف بن هارون لم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي في "التلخيص" فقال: "قلت: ضعفه جماعة" يعني سيفًا هذا، ونقل العقيلي عن يحيى بن معين، أنَّه قال فيه، "ليس سيف بشيء"، ثم قال عقب روايته لهذا الحديث: "ولا يحفظ إلا عنه بهذا الإسناد". قلت: فقول المصنف: "هذا إسناد جيد" قول غريب. ويغني عن هذا الحديث حديث أبي الدرداء السابق واللَّه الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>