للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما خَنَقه حتى يُحدث أو يفتدي منه، فافتدى منه بأربعين بعيرًا، فقال ابن كثير: أحسِبُه ذكره عن عثمان (١)، ثنا الحسين بن محمد (٢): ثنا ابنُ أبي ذئب، عن المُطَّلب بن السائب أن رجلين من بني ليث اقتتلا، فضرب أحدهما الآخر فكسر أنفه، فانكسر عظم كَفِّ الضارب، فأقاد أبو بكر من أنف المضروب ولم يُقد من كف الضارب، فقال سعيد بن المسيب: كان لهذا أيضًا القود من كَفِّه، قضى عثمان أن كل مقتتلين [اقتتلا ضمنا ما بينهما، فأقيد منه] (٣)، فدخل المسجد وهو يقول: يا عباد اللَّه كسر ابنُ المسيب يدي (٤)، قال الجوزجاني: فهذا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجلة أصحابه فإلى من يركن بعدهم؟ أو كيف يجوز خلافهم؟ ".

قلت: وفي "السنن" لأبي داود، والنَّسائي من حديث أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقسم قسمًا أقبل رجل فأكبَّ [عليه] (٥) فطعنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعُرْجُون كان معه، فجَرحَ وجهه (٦)، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: تعال فاسْتِقدْ، فقال: بل عفوتُ يا رسول اللَّه (٧)؛ وفي "سنن" النسائي، وأبي داود، وابن ماجه عن عائشة [-رضي اللَّه عنها-] (٥): "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث أبا جَهْم بن حُذيفة مُصدقًا (٨)، فلاحَاه (٩) رجلٌ في صَدَقتِه، فضربه أبو جَهْم فشجَّه، فأتوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) أخرجه عبد الرزاق (١٠/ ٢٤/ رقم ١٨٢٤٥)، وابن أبي شيبة (٦/ ٣٨٧ - ط دار الفكر)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (١٠/ ٤٥٩) بنحوه.
وإسناده صحيح.
وذكره ابن المنذر في "الإشراف" (٣/ ١١٩)، وابن قدامة في "المغني" (٧/ ٨٣٥)، وانظر: "كنز العمال" (١٥/ ١١٢) ووقع في (ق): "فذاكر ابن كثير. . . " بدل "فقال ابن كثير".
(٢) في (ق): "ثنا الجبير بن محمد"وفي (ك): "حدثنا الجرير بن محمد".
(٣) في (ق): "ضمن ما بينهما فاقتد منه".
(٤) انظر: "الإشراف" لابن المنذر (٣/ ١١٩).
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٦) في (ق): "بوجهه".
(٧) رواه أبو داود (٤٥٣٦) في (الديات): باب القود من الضربة، وقص الأمير من نفسه، والنسائي (٨/ ٣٢) في (القسامة): باب القود في الطعنة، وأحمد (٣/ ٢٨)، وابن حبان (٦٤٣٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٤٣ و ٤٨) من طريق بكير بن الأشج عن عبيدة بن مُسافع عن أبي سعيد الخدري، وعبيدة بن مسافع روى عنه ابنه مالك وهو مجهول كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، وبكير بن الأشج وهو ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته!!
(٨) "مصدقًا: جامعًا للصدقات" (ط).
(٩) "لاحاه ملاحاة: خاصمه ونازعه، وفي الحديث: نهيت عن ملاحاة الرجال: أي مقاولتهم ومخاصمتهم" (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>