للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبيكم ويقسموا فيكم فيئكم، فمَنْ فُعل به غير ذلك فليرفعه إليّ فوالذي نفسُ عمر بيده لأقصنَّه منه، فقام إليه (١) عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنْ كان رجلٌ [من المسلمين] (٢) على رعية فأدَّب بعض رعيته لتقصنه منه؟ فقال عمر: ألا أقصه (٣) منه وقد رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقصُّ من نفسه؟ (٤) ثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن ابن حَرْملة قال؛ تلاحى رجلان فقال أحدهما: ألم أخنقك حتى سَلَحت؟ فقال: بلى، ولكن لم يكن لي عليك شهود، فاشهدوا على ما قال، ثم رفعه إلى عمر بن عبد العزيز، فأرسل في ذلك إلى سعيد بن المسيب فقال: يخنقُه


(١) في (ك): "له".
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٣) في (ك) و (ق): "لأقصنه"، وقال في هامش (ق): "لعله: ألا أقصه".
(٤) أخرجه أبو داود في "سننه" (كتاب الديات): باب القود من الضربة وقص الأمير من نفسه (٤/ ١٨٣/ رقم ٤٥٣٧)، والنسائي في "المجتبى" (كتاب القسامة): باب القصاص من السلاطين (٨/ ٣٤)، وأحمد في "المسند" (١/ ٤١)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٠/ ٤٨٠)، وأبو يعلى في "المسند" (١/ ١٧٤ - ١٧٥/ رقم ١٩٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٢٩، ٤٢)، و"الشعب" (٥/ ٥٥٥/ رقم ٢٣٧٩)، والفريابي في "فضائل القرآن" (رقم ١٧٠، ١٧٢ - ١٧٣)، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (رقم ٢٦)، ومسدد كما في "المطالب العالية" (ق ٧٥/ ب)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٣٩) عن أبي فراس -وهو مقبول-؛ أن عمر -رضي اللَّه عنه- قال: "رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقص من نفسه".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٩/ ٤٦٨/ رقم ١٨٠٤٠)، والبزار في "مسنده" (رقم ٢٨٥)، والدارقطني في "الأفراد" (ق/ ٢٠/ ١ - الأطراف) من وجه آخر عنه، وفيه ضعف.
وقد وردت قصص كثيرة تشهد لهذا الحديث، منها:
- عند الطبراني: عن عبد اللَّه بن جبير الخزاعي، واختلف في صحبته، والراجح أنه ليس له صحبة، ولذا قال عنه في "التقريب": "مجهول".
- وعند عبد الرزاق في "المصنف" (٩/ ٤٦٥ - ٤٦٦/ رقم ١٨٠٣٧): عن أبي سعيد الخدري، وإسناده واهٍ جدًا، فيه أبو هارون العبدي، واسمه عمارة بن جُوَيْن، وهو متَّهم.
- وعند عبد الرزاق في "المصنف" (٩/ ٤٦٩/ رقم ١٨٠٤٢) من مرسل سعيد بن المسيب.
- وعند عبد الرزاق في "المصنف" (٩/ ٤٦٦، ٤٦٧/ رقم ١٨٠٣٨، ١٨٠٣٩) من مرسل الحسن البصري.
- وكذا عند ابن إسحاق -كما في "سيرة ابن هشام" (٢/ ٢٧٨) -، وعبد الرزاق كما في "الإصابة" (٣/ ٢١٨) عن سواد بن غزية، وإسنادهما ضعيف.
ومجموع هذه الطرق يعطيها قوة، واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>