فلما كان ما وصفت من إخراج كل ما كان في الإنسان واحدًا إذا ضم إلى الواحد منه آخر من إنسان آخر فصارا اثنين من اثنين، بلفظ الجميع، أفصح في منطقها وأشهر في كلامها، وكان "الإخوان" شخصين كل واحد منهما غير صاحبه، من نفسين مختلفين، أشبه معنياهما معنى ما كان في الإنسان من أعضائه واحدًا لا ثاني له، فأخرج اثناهما بلفظ اثني العضوين اللذين وصفت، فقيل: "إخوة" في معنى "الأخوين"، كما قيل: "ظهور" في معنى "الظهرين"، و"أفواه" في معنى "فموين"، و"قلوب" في معنى "قلبين". وقد قال بعض النحويين: إنما قيل: "إخوة"؛ لأن أقل الجمع اثنان، وذلك أن ضم شيء إلى شيء صارا جميعًا بعد أن كانا فردين، فجمعا ليعلم أن الاثنين جمع". وانظر: "المبسوط" (٢٩/ ١٤٥)، "الاختيار" (٤/ ١٦٣)، "الفتاوى الهندية" (٦/ ٤٤٩)، "شرح السراجية" (١٢٩ - ١٣١)، "شرح الرحبية" (٦٠ - ٦١)، "حاشية البقري على المارديني" (ص ١٩، ٦٥)، "نهاية الهداية" (١/ ١٨٨ - ١٩١)، "التهذيب في الفرائض" (ص ١٩٩)، "مغني المحتاج" (٣/ ١٠)، "روضة الطالبين" (٥/ ١١)، "الإقناع" (٣/ ٨٥)، "المغني" (٦/ ١٧٦)، "الإفصاح" (٢/ ٨٥)، "زاد المسير" (٢/ ٢٧)، "معاني القرآن" للزجاج (٢/ ٢٢)، "أنوار التنزيل" للبيضاوي (٢/ ٧١)، "الحقوق المتعلقة بالتركة" (٣٢٢ - ٣٢٤). (١) في (ق) و (ك): "كانوا". (٢) في (ك): "البنتين". (٣) في (ق): "وهو لمعنىً يقتضيه". (٤) في (ق) و (ن): "لزيادتهم لهم عن الواحد"! وانظر: "الأشراف" للقاضي عبد الوهاب (٥/ ٢٠١) وتعليقي عليه.