للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن رجل من مراد قال: سمعت عليًا يقول: مَنْ سرَّه أن يتقحَّمَ (١) جراثيم جهنم فَلْيَقْضِ بين الجد والإخوة (٢)، وأما عثمان وابن مسعود فقال البَغويُّ: ثنا حجَّاجُ بن المِنْهال: ثنا حماد بن سلمة: أخبرنا اللَّيث بن أبي سُلَيْم، عن طاوس أن عثمان وعبد اللَّه بن مسعود قالا: الجدُّ بمنزلةِ الأب (٣).

فهذه أقوال المورثين كما ترى قد اختلفت في أصل (٤) توريثهم معه، واضطربت في كيفية التوريث، وخالفت دلالة الكتاب والسنة والقياس الصحيح، بخلاف قول الصديق ومَنْ معه (٥).

يوضحه الوجه السادس عشر، [وهو] (٦) أن الناس اليوم قائلان: قائلٌ بقول أبي بكر، وقائل بقول زيد، ولكن قول الصديق هو الصواب وقول زيد بخلافه، فإنه يتضمن تعصيبَ الجَدِّ للأخوات وهو تعصيبُ الرجل جنسًا آخر ليسوا من جنسه، وهذا لا أصل له في الشريعة، إنما يُعْرَف في الشريعة تعصيب الرجال للنساء إذا كانوا من جنس واحد كالبنين والبنات والإخوة والأخوات، ولا يُنتقض هذا بالأخوات مع البنات فإن الرجال لم يعصبوهنَّ، وإنما عصبهن البناتُ، ولما كان تعصيبُ البنين أقوى كان الميراث لهم دون الأخوات، بخلاف قول من عصَّب الأخوات بالجد، فإنه عصبهنَّ بجنس آخر أقوى تعصيبًا منهن، وهذا لا عهد به في الشريعة البتة.


= بشر، وفيه: "شعث. . . مشعثًا". وقال: "وقال وكيع. . . شعب. . . وهو الصواب" قلت: وإسناده منقطع، سعيد لم يسمع عمر.
(١) في (ق) و (ك): "يقتحم".
(٢) رواه عبد الرزاق (١٩٠٤٨)، وابن أبي شيبة (٧/ ٣٦٣ - ط دار الفكر)، و (١١/ ٣١٩ - ط الهندية)، وسعيد بن منصور في "السنن" (٥٦، ٥٧ - ط الأعظمي)، والدارمي (٢/ ٣٥٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٦/ ٢٤٥ - ٢٤٦) من طريق أيوب به، وفيه هذا الرجل المبهم.
(٣) قال الحافظ في "الفتح" (١٢/ ١٩): "وأخرج يزيد بن هارون من طريق ليث عن طاوس أن عثمان وابن عباس كانا يجعلان الجد أبًا" ويزيد بن هارون هذا أحد المشاهير له كتاب في "الفرائض" نقل عنه الحافظ في مواطن من "شرحه".
وأخرجه القاضي إسماعيل، ومن طريقه ابن حزم (٩/ ٢٨٨) عن حماد بن سلمة به. وفي إسناده ليث بن أبي سُليم وهو ضعيف.
(٤) في (ك) و (ق): "أصول"، ووقع في (ق): "واضطرب في كيفية التوريث".
(٥) سبق تخريجه تقريبًا.
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (و) و (ق) و (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>