للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون الغَنَم (١)، كما فرَّق بين الربا والبيع، والمُذَكَّى (٢) والمَيْتة؛ فالقياس الذي يتضمن التسوية بين ما فرق اللَّه بينه مِنْ أبطل القياس وأفسده، ونحن لا ننكر أن في الشريعة ما يخالف القياس الباطل، هذا مع أن الفرق بينهما ثابت في نفس الأمر، كما فرَّق بين أصحابِ الإبلِ وأصحابِ الغنمِ فقال: "الفَخْرُ والخيَلَاءَ في الفَدَّادين (٣) أصحاب الإبل، والسكينة في أصحاب الغنم" (٤) وقد جاء أن على ذروة كل بعير شيطانًا (٥)، وجاء أنها جنٌّ خُلقت من جن (٦)، ففيها قوة شيطانية،


= قال ابن عبد البر: "وقد روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا المعنى من حديث أبي هريرة"، والبراء، وجابر بن سمرة، وعبد اللَّه بن مغفل، وكلها أسانيد حسان، وأكثرها تواترًا وأحسنها حديث البراء".
وقال ابن خزيمة: "لم نر خلافًا بين علماء الحديث أن هذا الحديث صحيح من جهة النقل، لعدالة ناقليه"، كذا في "الإصابة" (٢/ ٤١٤)، وقد استوعبت أحاديث الباب في جمعي لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية على الجن، بدراسة مستقلة، مطبوعة في مجلدين، انظرها (١/ ٤١ وما بعد) والحمد للَّه الذي بنعمته تتم الصالحات، وانظر ما سيأتي قريبًا.
(١) سبق في الذي قبله.
(٢) في (ق) و (ن) و (ك): "والذكي".
(٣) "هم الذين تعلوا أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، واحدهم: فداد، يقال: فد الرجل يفد فديدًا إذا اشتد صوته، وقيل: هم المكثرون من الإبل، وقيل: هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان، وقيل: إنما هو الفدادين مخففًا، واحدها: فدان -بتشديد الدال-، وهي البقر التي يحرث بها" (و).
(٤) أخرجه البخاري (٣٣٠١) (كتاب بدء الخلق): باب خير مال المسلم، و (٣٤٩٩) (كتاب المناقب): باب منه، و (٤٣٨٧، ٤٣٨٨) (كتاب المغازي): باب قدوم الأشعريين، ومسلم (٥٢) (كناب الإيمان): باب تفاضل أهل الإيمان، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- ووقع في (ق): "الفدادين من أصحاب الإبل".
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ١١٧ - ط دار الفكر)، وأحمد (٣/ ٤٩٤)، والدارمي (٢/ ٢٨٥ - ٢٨٦)، وابن حبان في "الصحيح" (رقم ١٠٧٣ - الإحسان)، والطبراني في "الكبير" (رقم ٣٩٩٣)، و"الأوسط" (رقم ١٩٤٥)، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "على ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموها، فسموا اللَّه ولا تقصروا عن حاجاتكم"، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٣١): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، ورجالهما رجال الصحيح، غير محمد بن حمزة، وهو ثقة".
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ٣٨٤)، وعبد الرزاق في "المصنف" (رقم ١٦٠٢)، وأحمد في "المسند" (٥/ ٥٤، ٥٥، ٥٦، ٥٧)، والطيالسي في "المسند" (رقم ٩١٣)، وعبد بن حميد في "مسنده" (رقم ٥٠١ - المنتخب)، والشافعي في "الأم" (١/ ٩٢)، و"مسنده" (رقم ١٩٩)، والنسائي في "المجتبى" (٢/ ٥٦)، و"الكبرى" (رقم ٨١٤)، وابن ماجه في "السنن" (رقم ٧٦٩)، والمحاملي في "أماليه" (رقم ٨٥)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>