للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٣٨٤)، والروياني في "المسند" (رقم ٨٩٨)، وابن حبان في "الصحيح" (رقم ١٧٠٢ - "الإحسان")، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (رقم ٣٣٠١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٤٤٩)، و"معرفة السنن والآثار" (رقم ٥١١١)، والبغوي في "شرح السنة" (رقم ٥٠٤)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٢/ ٣٣٤)، من طرق عن الحسن البصري عن عبد اللَّه بن مغفل، قال: "نهانا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن نصلي في أعطان الإبل ومبارك الإبل؛ لأنها خلقت من الشياطين، ونصلي في مرابض الغنم".
وفي رواية لأحمد (٥/ ٥٥): "لا تصلوا في عطن الإبل، فإنها من الجن خلقت، ألا ترون عيونها وهبابها إذا نفرت، وصلوا في مراح الغنم، فإنها هي أقرب من الرحمة".
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٢/ ٣٣٣): "وحديث عبد اللَّه بن مغفل رواه نحو خمسة عشر رجلًا عن الحسن، وسماع الحسن من عبد اللَّه بن مغفل صحيح"، وقال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٦): "رجال أحمد رجال الصحيح"، وصححه الشوكاني في "نيل الأوطار" (٢/ ٢٣).
قلت: انظر تفصيل ذلك في: "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" (٤/ ١٧١٢ - ١٧١٤، ١٧٣٥ - ١٧٣٧).
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (١٢/ ٣٣٤) عقب الحديث: "وفي بعض هذه الآثار، فإنها جن خلقت من جن"، وقال قبل: "وجاء في الحديث الثابت: أنها جن خلقت من جن".
فلعل هذا مستند ابن تيمية -رحمه اللَّه- (شيخ المصنف) في نقل هذا الحديث، وهو بالمعنى ساقه ابن عبد البر في معرض التفرقة بين مراح الغنم وعطن الإبل، واكتفى صاحب "الحاوي في تخريج أحاديث مجموع الفتاوى" (ص ١١٢/ رقم ٥٧٣) في التخريج بقوله: "أخرجه ابن ماجه وأحمد" ولم يشر إلى لفظيهما، فأوهم أنه عنده بلفظ: "إنها جن خلقت من جن" كما أورده ابن تيمية، وهو خلاف ذلك، وهذا قصور ظاهر في التخريج.
قال ابن حبان في "صحيحه" (٤/ ٦٠٢ - "الإحسان") عقب الحديث: "قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فإنها خلقت من الشياطين" أراد به أن معها الشياطين، وهكذا قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فليدرأه ما استطاع، فإن أبي، فليقاتله، فإنه شيطان". ثم قال في خبر صدقه بن يسار عن ابن عمر: "فليقاتله؛ فإن معه القرين"".
قلت: قد يتأيد هذا التأويل بما أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" من مرسل خالد بن معدان: "إن الإبل خلقت من الشياطين، وإن وراء كل بعير شيطان"، ونقل المناوي في "فيض القدير" (٢/ ٣٢٠) عن ابن جرير قوله: "معناه أنها خلقت من طباع الشياطين، وأن البعير إذا نفر كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفره، ألا ترى إلى هيئتها وعينها إذا نفرت؟ " انتهى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>