والحديث أخرجه أحمد في "المسند" (١/ ٧٦، ١٥٧)، والترمذي في "الجامع" (أبواب الحج): باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (رقم ٨٨٥)، وأبو داود مختصرًا في "السنن" (كتاب المناسك): باب الصلاة بجمع (رقم ١٩٣٥)، وابن ماجه مختصرًا في "السنن" (كتاب المناسك): باب الوقف بعرفات (رقم ٣٠١٠)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢/ ٧٢)، وابن خزيمة في "الصحيح" (٤/ ٢٦٢/ رقم ٢٨٣٧)، وابن الجارود في "المنتقى" (رقم ٤٧١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ١٢٢ و ٧/ ٨٩)، وأبو يعلى في "المسند" (١/ ٢٦٤ - ٢٦٥، ٤١٣ - ٤١٤/ رقم ٣١٢، ٥٤٤) من طرق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن علي به. وإسناده صحيح، وتابع الثوريَّ جماعة، منهم: المغيرة بن عبد الرحمن، ومسلم بن خالد الزنجي؛ كما عند عبد اللَّه في "زوائد المسند" (١/ ٧٦، ٨١)، وإبراهيم بن إسماعيل -وهو ضعيف-، كما عند البزار في "البحر الزخار" (رقم ٤٧٩)، وقد وهم فيه، فقال: "عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن علي". قال البزار عقبه: "وهذا الحديث قد رواه الثوري والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن علي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وخالفهما إبراهيم بن إسماعيل في هذا الإسناد؛ فقال: عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه عن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-، والصواب حديث الثوري والمغيرة". قلت: وذكره الدارقطني في "العلل" (رقم ٤١١)، وقال: "هو حديث يرويه الثوري والدراوردي، ومحمد بن فليح والمغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الحارث، وخالفهم إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، فرواه عن. . . . زاد فيه أبا رافع، ووهم، والقول قول الثوري ومن تابعه، واللَّه أعلم. ورواه يحيى بن عبد اللَّه بن سالم عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن علي، ولم يذكر ابن أبي رافع، والصواب ما ذكره من قول الثوري ومن تابعه". قلت: وللحديث شواهد كثيرة؛ منها حديث الفضل بن العباس وابن عباس وجابر، وغيرهم رضوان اللَّه عليهم، وانظر: "التلخيص الحبير" (٣/ ١٥٠). قال ابن بطال: "وفي الحديث الأمر بغض البصر خشية الفتنة"، وقال: "ويؤيده أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يحول وجه الفضل حتى أدمن النظر إليها لإعجابه بها، فخشي الفتنة عليه"، وقال: "وفيه مغالبة طباع البشر لابن آدم وضعفه عما رُكِّب فيه من الميل إلى النساء، والإعجاب بهن"، راجع: "فتح الباري" (١١/ ١٠).