للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفرائضَ، والنَّاسُ على قراءتِه وفَرْضِه، وشهِدَ الخندقَ وما بعدها.

ذكره هو وأخوه في المدنيين مسلمٌ (١)، وكانَ فطنًا ذكيًا، إمامًا في القرآن، وفي الفرائضِ، بحيثُ قالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- (٢): "إنَّه أفرضُ أمَّتي "، روى عن: النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وعرضَ عليه القرآنَ، وعن الشَّيخين، وروى عنه: خلقٌ من الصحابةِ والتابعين، كابنِهِ خارجةَ، وابنِ عبَّاسٍ.

وقالَ أبو عَمروٍ الدَّانيُّ (٣): إنَّه ممَّن عرضَ عليه القرآنَ، وقالَ غيرُه: إنَّه أخذَ برِكَابِه، فقالَ له: تنحَّ يا ابنَ عمِّ رسولِ الله، فقالَ: إنَّا هكذا أُمرنا أنْ نفعلَ بعلمائِنا وكبرائِنا، وكابنِ عمرَ، وأنسٍ.

وكانَ عمرُ إذا حجَّ يستخلفُه على المدينةِ، وندبَه الصِّدِّيقُ لجمعِ القرآنِ، فتتبَّعَه وتَعِبَ على جمعِه، وكذا ندبَه عثمانُ لكتابةِ المصاحفِ، وُثوقًا بحفظِه ودينِه وأمانتِه وكتابتِه، وهو الذي تولِّى قسمةَ غنائمِ اليرموك، وقالَ الشَّعبيُّ: إنَّه غلبَ النَّاسَ على


(١) "الطبقات" ١/ ١٥٠ (٦٨).
(٢) أخرجه الترمذي في المناقب، باب: مناقب معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت (٣٧٩٠) من حديث أنس، وقال الترمذيُّ: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ من حديث قتَادَةَ إلا من هذا الوَجْهِ.
(٣) "معرفة القراء الكبار" ١/ ٣٧.
وأبو عمرو الدانيُّ هو عثمانُ بنُ سعيدٍ، أحدُ الأئمة في علم القرآن ورواياته، وتفسيره، ومعانيه، فقيه مالكيٌّ، عالمٌ بالحديث، له: "التيسير في القراءات السبع"، و"جامع البيان"، مولده سنة ٣٧١، ووفاته سنة ٤٤٤ هـ. " جذوة المقتبس "، ص: ٣٠٥، و"الصلة" لابن بشكوال" ٢/ ٤٠٥، و"معجم الأدباء" ١٢/ ١٢١.