للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ممرِّ الأعوام ودام، وثبتَ وَسْمُه على مكرِّ الأيامِ واستدام، على أنَّ جميعَ الخُدَّامِ في تلكَ الأزمان كانوا بالمكارمِ يتفاضلون، وبالبذلِ والسَّخاءِ في ميدانِ الإخاءِ يتناضلون، لكنْ بعضٌ منهم على بعضٍ يزيد، وكلٌّ بذلكَ وجهَ الله يقصِدُ ويريدُ.

وممَّا يُحكى مِن شهامتِه، ويُذكر مِن شدَّةِ صَرامتِه: أنَّ بعضَ مشايخِ العلمِ تُوفي إلى رحمةِ الله تعالى، وخلَّفَ أيتامًا ووظائف، فسعى بعضُ المفسدين (١) عندَ الأميرِ؛ وهو مِن الله غيرُ خائف، وبذلَ على ذلكَ جملةً من المال، وأصغى إليه الشَّريفُ وإلى الباطلِ مَاليَ ورسمَ بانتزاعِها منهم على كلِّ حال، ولم يبقَ إلا أنْ يحضرَ ويباشر المفسدُ المحتالُ، فقامَ حينئذٍ المغيثيُّ واستغاث، وعلمَ أنَّ الذِّئبَ قد استولى على الغنم وعاث، وقالَ للشَّيخِ: قم بهمَّتِكَ معنا في دفع هذا الأذى، فإنَّه والله لا يصلُ هذا اللَّعينُ إلى هذه الوظيفة، إلا أنْ يُفعلَ بي كذا وكذا، فبلغَ الأميرَ خبرُهَ فأعرضَ عن السَّعي وعن المال، واستقرَّ أولادُ الشَّيخِ في وظائفِهم على أجملِ حال.

١٧١٢ - صوابُ بنُ عبدِ اللهِ، الشَّمسي المحموديُّ.

أحدُ خُدَّامِ المسجدِ النَّبويِّ. سمعَ من الجمالِ المَطريِّ، وخالصٍ البهائيِّ كتاب "إتحاف الزِّائر" لابن عساكر. سمع منه: الحافظانِ العراقيُّ والهيثمى، وحدَّثَ عنه الجمالُ ابنُ ظَهيرةَ بالإجازةِ، ذكرَه شيخُنا في "درره" (٢).


(١) في "المغانم": المفيدين.
(٢) "الدرر الكامنة" ٢/ ٢٠٨.