للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في سَنَةِ أربعٍ وأربعين وثمان مئة على الزَّينِ الزَرْكَشِيِّ في "مسلمٍ"، و"الشِّفاءِ"، وَوُصِفَ بالفقيه، وكانَ كأبيه شيخَ المُؤَذِّنين بالمدينة في المِئْذَنَةِ السِّنجاريةِ، وينوب عن الزَّينِ عبدِ الغَنِي بنِ أحمدَ في الرِّئاسةِ والأذانِ، ومن رُؤوسِ الفَرَّاشين ممّن يَمْدَحُ ويَقْرَأُ المواليدَ بصَوْتٍ حُلْوٍ (١)، ورَأَيتُ مَن وَصَفَه بالفَضْلِ والوَرَعِ، ووالدَه بالعِلْمِ، ماتَ تقريبًا سنةَ بِضْعٍ وسِتينَ، أو قَبْلها، وقد قاربَ الأربعينَ، ويُقال: إنَّه رأى النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وقال له: أَنْتَ مُؤَذنِي.

ورأيتُ أبا الفَرَجِ المَراغِيَّ أَثْبَتَه في سامِعِي "البُخارِيِّ " على الجمالِ الكَازَرُونِيِّ سنةَ سَبع وثلاثينَ، وَوَصَفَه بالوَلِدِ المُبارَكِ سَعْدِ بنِ بَدْرِ الدِّين.

١٣٨٠ - سَعْدُ ابنُ العَفيفِ عبدِ اللهِ ابنِ الجَمالِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ خَلَفٍ المَطْرِيُّ (٢).


(١) قراءةُ المدائحِ إنْ خلَتْ مِن المخالفةِ العَقدية و الغلوِّ، من غير إسراف في الأمر، ودون أنْ يُجعل لذلك يوم محدد، فلا يظهر فيها ضيرٌ، وأمَّا اتخاذُ الموالد فهو من البدعِ المُحدثة، وكثيرٌ مماُ يقرأ فيها لا يخلو من الغلوِّ المنهى عنه، بل منه ما يُوصل إلى الشِّرك، كما في قصيلة البردة للبوصيريِّ، فتنبَّه، حفظك الله.
(٢) هذه الترجمة لا تصحُّ، ولا يوجد رجلٌ يسمَّى بهذا الاسم، وقد أوردها المؤلِّفُ بناءً على ما فهمه من كلام ابن فرحون ص ١٥٤ في معرض حديثه عن محنة الشَّيخِ عفيفِ الذين المطريِّ، ثمَّ قال ابنُ فرحون معلِّقًا: وأخبر محمَّدُ بنُ يعقوب وزيرُ الأمير أنَّ الحاصل الذي جمعه من بيت العفيف، مع حاصل آخر كان له، وحاصلٌ آخرُ كانَ لزوجةِ ولده سعدٍ؛ خرجَ به الأميرُ المذكور، فظنَّ السخاويُّ أنَّ الضمير في قوله: (ولده سعد) يرجع إلى العفيف، مع أنَّ سياقَ العبارة واضحٌ في أنَّ الضمير يرجع للأمير. وقد نصَّ ابنُ فرحونٍ في نهاية ترجمة الشيخ أنه -رحمه الله- مات عن غير عقب في سنة ٧٦٥ هـ، وقد ترجم الفيروزابادي في "المغانم" ٣/ ١٢٣٢ للشيخ عفيف الدين، وعبارته صريحة في أن الضمير في قوله: (ولده) يرجع للأمير، والله أعلم.