للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكذا قالَ ابنُ جرير (١): إنَّه وَليَ الحرمين وطريقَ مكَّة، وماتَ أبوه (٢) بجندي سابور (٣)، وأرَّخَ الرَّشيدُ المنذريُّ وفاة صاحبِ الترجمةِ سنةَ ثمان وثمانين، وهو عندَ الفاسيِّ في مكَّة (٤).

٣٥٦٩ - محمَّدُ بنُ سالمٍ، أبو عبدِ الله المكيُّ، الفقيهُ الشَّافعيُّ (٥).

له ذِكرٌ في: سليمانَ الغماريِّ. قالَ ابنُ فرحونٍ (٦): كانَ مِن إخوانِنا المكِّيين، المُكثرينَ من الإقامةِ في المدينةِ، أخا صدقٍ، ذا ورعٍ، ودينٍ، وعلمٍ، واجتهادٍ في الصَّلاةِ والصِّيامِ والقيامِ، ممَّنَ كسبَ مِن الدُّنيا كثيرًا؛ لِمَا كانَ يُعاني مِن التَّسبُّب، والحركةِ، والسَّفر، فلمَّا انقطعَ عن ذلك قلَّتْ عنه الدُّنيا، فصبرَ وصابرَ على العبادةِ، والتَّخلِّي من أصحابِه وممَّنْ كانَ يعرفُه أيامِ يُسرهِ وشبابِه.

وله أحوالُ المشايخِ الكبارِ معَ طهار اللِّسانِ، والعِرضِ في كلِّ إنسان، ولو أُوذي حملَ وصبر، رأيتُه كثيرًا يجعل في فيه حصاةً تمنعه من الكلام؛ خوفًا مِن لسانه، وصونًا لفُضول كلامه، وقد صحبتُه فوقَ ثلاثينَ سنةً، فلم أرَ كأُنسِه وكرمِه ومحبَّتِه، تراه يتركُ في أيامِ الموسمِ حوائجَه وحوائجَ أهلِه، ويتطلَّبُ


(١) "تاريخ الطبري" ٥/ ٦٣٦.
(٢) "الكامل في التاريخ" ٧/ ٣٣٣، وكانت وفاة أبي الساج ٢٦٦ هـ. سنة تولِّي ابنه.
(٣) قال ياقوت في "معجم البلدان" ٢/ ١٧٠: جند يسابور: مدينةٌ بخوزستان.
(٤) "العقد الثمين" ٢/ ٢٥.
(٥) "درر العقود الفريدة" ٣/ ٣٩١، و"الدرر الكامنة" ٣/ ٤٤٢.
(٦) "نصيحة المشاور"، ص: ١٢٥.