للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أيَّدَ اللهُ الوزيرَ، بعدَ أنْ رضيَ أميرُ المؤمنين المسألةَ وتأمَّلَها، وجبَ على الأميرِ إنجازُ أمرِه العالي بردِّ السَّهمِ إلى ذوي الأرحام، وأنَّهُ أجابَ إليه وفعلَه. وهو عند الفاسيِّ (١) باختصار، وكذا ذكرَه الذَّهبيُّ في "سيرِ النبلاء" (٢) وأبو إسحاقَ الشِّيرازيُّ في "طبقات الفقهاء" (٣)، وآخرون.

٢٦٥ - أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الله، الشِّهابُ، النِّفْطيُّ، المدَنيُّ (٤).

كانَ أمينًا على حواصلِ الحرمِ النَّبويِّ وخُدَّامِ الحرَمِ، سمعَ بها من قاضيها البدرِ ابنِ الخشَّابِ، وله ملاءة وأورادٌ بالمدينة، وتردَّدَ منها إلى مكَّةَ للحجِّ مرارًا، منها في سنةِ عشرٍ وثمان مئةٍ في أثناء السَّنة، وأقامَ بها إلى أنْ خرجَ إلى الحجِّ، ثمَّ تُوفِّي بمِنى بعدَ وقوفِه بعرفةَ في أيامِ التَّشريقِ منها، ودفن بالمَعْلَاة عن ستينَ، ظنًّا، ذكره الفاسيُّ في "تاريخ مكة" (٥)، وهو عندَ ابنِ فرحونٍ (٦)، فقال: أحمدُ المغربىُّ، المالكيُّ، النِّفطيُّ. والدُ عبدِ الله، وعبدِ الرَّحمنِ، وعمرَ، وأبي الفضل، قدِمَ المدينةَ فقيرًا فكانَ يتكسَّبُ من عملِ المَرَاكنِ وشِبهِها، ثمَّ إنَّهَ وجدَ كَنزًا عظيمًا، فاستغنى، واشترى الدُّورَ والنَّخلَ والدَّكاكين، وصارَ ذا خَدَمٍ وحَشَمٍ، ووَجَاهةٍ، بحيثُما كانَ أميرُ المدينةِ يتعرَّضُ لمصادرته، ولفرُّ منه إلى مكَّةَ، وقد صاهرَه إبراهيمُ بنُ الشَّيخِ جلالِ الدِّين


(١) "العقد الثمين" ٣/ ١٤٥ - ١٤٦.
(٢) "سير أعلام النبلاء" ١٦/ ٢٥ - ٢٦.
(٣) "طبقات الفقهاء" ١٤٤.
(٤) "الضوء اللامع" ٢/ ١٣٩.
(٥) "العقد الثمين" ٣/ ١٤٧ - ١٤٨.
(٦) لم أعثر على هذا القول في كتب ابن فرحون التي اطلعت عليها.