للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجراحات، بل وليَ بعضَ ذلكَ عن ابنِ أخيه القاضي المحبِّ ابنِ القاضي أبي الفضلِ النُّويريِّ، وحكمَ في بعضِ القضايا نيابةً عن ولدِه العزِّ، وأعادَ ببعضِ المدارسِ الرسوليةِ بمكَّةَ، وكانتْ له نباهةٌ في العلمِ، وثروة طائلة، وورثَ أناسًا مِن أقاربِه مِن أولادِ القاضي شهابِ الدِّينِ الطَّبريِ (١) ومواليه، وأنفدَ ذلكَ كلَّه حتَّى احتاجَ بأَخَرةٍ وأملقَ، ونالَه مِن ذلكَ هو وعيالُه مشقَّةٌ زائدة، ومعَ ذلك فلم يتركِ المروءةَ.

ويُحكى عنه أنَّه لمِّا ماتَ أبوه -وكانَ ابنَ سنتين وثمانيةِ أشهرٍ وأربعةِ أيامٍ- حضرَ عندَ مَنْ حضرَ إليه مِن الرِّجالِ، فقيلَ له: ما اسمُكَ؟ فقالَ: زينُ الدِّينِ، فَلُقِّبَ بذلك، واستُحسِنَ ذلك منه، وحدَّث في آخرِ عمرِه بجملةٍ مِن الكتبِ والأجزاء، سمعَ منه الأئمةُ.

وروى لنا عنه ابنُ فهدٍ وغيرُه، وبالحضورِ ولدُه النَّجمُ عمرُ.

وماتَ بمكَّةَ في رمضانَ سنةَ خمس عشرةَ وثمان مئةٍ، ودُفنَ بالمَعلاةِ، رحمَه الله.

٣٤٣٥ - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ خروفِ بنِ كاملِ بنِ الوليدِ، أبو بكرٍ المدَنيُّ، ثمَّ المصريُّ (٢).


= كان جرحًا واحدًا له عقل.
(١) أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدٍ، المتوفى سنة ٧٥٠ هـ. "العقد الثمين" ٣/ ٩.
(٢) "تاريخ الإسلام" للذهبي وفيات (٣٥١ - ٣٨٠) ص ٩٣ - ٩٤، و"النجوم الزاهرة" ٣/ ٣٣٩.