فَخُذْ بِيَدِي وامْنُنْ عَلَيَّ تَفَضُّلًا … فَأَنْتَ حَلِيمٌ ماجِدٌ مُتَفَضِّلُ
غِيَاثٌ لملْهُوفٍ أَمَانٌ لخِائِفٍ … وجُودُك مَبْذُولٌ لمَنْ جَاءَ يَسْألُ
نَزِيلُكَ في أَمْنٍ وعِزٍّ ومَنْعَةٍ … عليهِ مَدَى أَيَّامِهِ السَّعْدُ مُقْبِلُ
فَذَاكَ حَبِيبُ الله أمِّي ووَالِدِي … وأَهلي ونَفْسِي -ثُمَّ مَاليَ مُجْمِلُ
إذا كُنْتَ لي يا مُنْيَةَ القَلْبِ شَافِعًا … فَخَوفِي بِأَمْنٍ في القِيامَةِ يُبْدَلُ
ألا يا إِمَامَ الأَنْبِياءِ جَمِيعِهم … أَغث مُذنبًا جَانٍ أَتَى مُتَطَفِّلُ
عليهِ ذُنوبٌ لا يُطِيقُ لحمْلِها … وقَدْ جَاءَ باكٍ خاضِعٌ مُتَذِلِّلُ
عسَى الله يَمْحُوها بِجَاهِكَ سَيّدِي … ويُلْهِمُنِي التَّوفِيقَ كي لا أُبَدِّلُ
عصيتُ وها قد جئتُ لله تائبًا … عسى توبتي من فضلِ مولايَ تُقْبَلُ
إلهِيَ عَامِلْني بما أنتَ أهلُهُ … وسامحْنِ في قَولي وما كنتُ أَفْعَلُ
بِكَ أحْسَنْتُ ظَنّي يا مُغيثُ فَنَجِّنِي … وهَبْ لي يا مولايَ في الخُلْدِ مَنْزِلُ
وصَلِّ على الهادي الحبيبِ مُحَمَّدٍ … وسَلِّم مَدَى الأيَّام ما ناحَ بُلْبُلُ
صلاةً تَعُمُّ الآلَ والصَّحْبَ كُلَّهُم … تَفُوقُ على كُلِّ الصَّلاةِ وتَفْضُلُ
وإتمامُ قَولي كالَّذِي قُلتُ أَوَّلًا … بجاهِ النَّبِيِّ المُصطَفَى أَتَوسَّلُ
[٣٨٧١] محمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبد الله بنِ أبي القَاسِمِ فَرحونِ بنِ محمدِ بنِ فرحُونٍ ناصرُ الدِّين ومحبُّ الدِّين أبو البركاتِ ابن المُحِبِّ أبي عبد الله بن البدرِ أبي محمَّدٍ اليعمريُّ الأصلِ، المدنيُّ، قاضيها المالكيُّ (١)
أخو البدرِ عبد الله الماضي (٢٠٨٥)، ويعرَفُ كَسَلَفِهِ بابنِ فَرحونٍ. وُلِدَ بالمدينةِ ونَشَأَ بها، وسَمِعَ على أهلها، ومنهم بِأَخَرةٍ الزينُ أبو بكر المراغيُّ، وأجازَ له في سنةِ أربعٍ وسبعينَ فما بعدها الصَّلاحُ ابنُ أبي عُمَرَ،
(١) "الضوء اللامع" ٩/ ١٢٧.