للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانَ يمشِي في طريقِ الماشي مع جماعةٍ، فلا يقطعُها إلا في شهرٍ؛ لأنَّ العربَ كلَّها صارتْ تعرفُهُ وتحبُّهُ، وتعزمُ عليه، فكانَ يجعلُ سفرَه سِياحةً.

وله مناقبُ جليلةٌ، ومحاسنُ جميلةٌ، لا يسعُ هذا المحلَّ ذِكرُها.

وذكرهُ ابنُ صالحٍ، فقالَ: نزيلُ الحرمينِ الشَّريفينِ، وقديمُ الهجرةِ فِيهما، لازمَ لُبْسَ المرقَّعاتِ في وسطهِ وعلى أكتافه، وكانَ سَاكنًا بمَكَّةَ، ووليَ مشيخةَ الرِّباطِ الذي بباب إبراهيمَ فيها، ويستخلفُ فيه صاحبَه عبدَ الله الهوَّاريَّ.

وفي كلِّ سنةٍ يجيءُ من طريقِ الماشي للزِّيارةٍ، فيقيمُ أشهرًا، ثمَّ يرجعُ في عامهِ.

وكانَ ذا فضائلَ من علمٍ وطبٍّ، رأَى أخيارًا من الصَّالحينَ، وكِبارًا من العلماءِ.

٢٨٥٦ - عليُّ بن قانمٍ، العلاءُ، أبو الحسنِ ابنُ شيخِ الخدَّامِ بالمدينةِ، المُحمَّديُّ، المالكيُّ، الظاهريُّ (١).

ممَّن اشتغلَ وفَهِم، وقرأَ عليَّ بالمدينةِ "الشِّفا"، والكثيرَ من بالرَّوضةِ النَّبويَّةِ.

وسَمِعَ عليَّ جملةً من "البخاري"، و"الشمائل"، و"الدلائل"، بل سَمِعَ مِن لفظي "المسلسل"، و"حديثَ زهير"، وجملةً من "القول البديع"، وأماكنَ من "الستَّةِ" و"الموطأ"، و"مسند الشَّافعيِّ"، و"الطحاوي".

وكتبتُ لهُ إجازةً وصفتُهُ فيها بالمُجلِّي الكريمِيِّ، الفاضِلي البارعِيِّ، الأوحدِيِّ المحصِّليِّ الأصِيليِّ، عَينِ أقرانِهِ، وزَينِ إخوانه، المشتغلِ بأنواعِ القُرُباتِ، والمقبِلِ على الفضائِلِ التي للخيراتِ جالبات، وقراءتَهُ بأنَّها قراءةٌ حسنةٌ، فصيحةٌ بيِّنةٌ،


(١) "الضوء اللامع" ٥/ ٢٧٥.