للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المذكورِ، فلازمَ الاشتغالَ والعبادةَ، والإقبالَ على نفسِه حتَّى ماتَ بالمدينةِ في ليلةِ الاثنين، ثاني عشرَ شوَّالٍ سنةَ ثلاثٍ وأربعين وثمانِ مئةٍ، فصُلِّي عليه صبحَ الغدِ بالرَّوضةِ الشَّريفةِ، ودُفنَ بالبقيعِ.

وممَّنْ قرأ عليه بالمدينةِ سنةَ عشرين التَّقيُّ ابنُ فهدٍ، وكذا سمعَ عليه ابنُه النَّجمُ عمرُ، ثمَّ أكثرَ عنه حسينٌ الفتحيُّ، بل أكثرَ عنه أبو الفرجِ المراغيُّ، فقرأ عليه "البخاريَّ" ثلاثَ مرَّاتٍ، و"صحيح مسلم"، و"سنن أبي داود"، و"الترمذي"، و"ابن ماجه"، و"الدارقطني"، و"الموطأ" رواية يحيى بن يحيى، و"الترغيب" للمنذري، بل سمعَ عليه كُلَّا من "البخاري"، و"الشفا" غيرَ مرَّةٍ، و"الموطأ"، و"الأذكار"، و"الجواهر واللآلئ السباعيات المخرَّجة" لابن الخشاب، وهي "الأربعون" المشار إليها، والأول من "عوالي ابن عيينة"، وحضر دروسَه وتفسيرَه، بل بحثَ عليه "المنهاج" بقراءته، وسمعَ عليه "الحاوي"، وأكثرَ "التنبيه"، ومجالسَ متعدِّدةً مِن "شرحِه لمختصره"، مع جميعِ "مختصره للمغني"، ونحو الثلث أو أكثر من "الروضة"، ولازمَه مِن سنةِ إحدى وعشرين حتَّى ماتَ، وأذنَ له في الإفتاءِ والتَّدريسِ، وقد ترجمَه جماعةٌ، وأشارَ إليه شيخُنا في "إنبائه" (١) باختصارٍ، رحمَه اللهُ وإيَّانا.

٣٤٣٧ - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ، أبو الحرَمِ ابنُ الشَّهابِ الصُّبيبيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ (٢).


(١) " إنباء الغمر" ٨/ ١٢١.
(٢) ورد ذكره في ترجمة أبيه في "التحفة اللطيفة".