للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والشَّامِ، وكُفَّ بصرُه، وجَزِعَ لذلك وأظهرَ عدمِ احتمالِه، وقُدحَ له فما أفاد، ثمَّ أحسنَ اللهُ إليه بعَودِ ضوءِ إحداهما، بعد أنْ دخلَ وهو كذلك القاهرةَ ثمَّ الشَّامَ، وتوجَّهَ لزيارةِ بعضِ مقابرِها، وقد لقيتُه بمكَّةَ، ثمَّ بالقاهرةِ، واغتبطَ بي، والتمسَ منِّي إسماعَه "القولَ البديعَ" فما وافقتُه، فقرأَه - أو غالبه - عندَه أحدُ طلبة النُّورِ الفاكهانيِّ، بعدَ أنِ استجازني هوَ به، وتسمَّعَ منِّي بعضَ الدُّروسِ الحديثية، وسمعتُ أنا كثيرًا من فوائدِه ونظمِه، وأوقفَني على "رسالةٍ" عملَها في ترجيحِ ذِكرِ السِّيادةِ في الصَّلاةِ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الصَّلاةِ وغيرِها، بعدَ أن استمدَّ منِّي فيها، وكذا رأيتُ له أجوبةً عن أسئلةٍ وردَتْ مِن صنعاءَ، سمَّاها: "ردَّ المغالطاتِ الصَّنعانية"، و"قصيدةً" امتدحَ بها النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، أوَّلهُا:

يا أعظمَ الخَلقِ عندَ الله مَنزِلَةً … ومَنْ عليه الثَنا في سَائرِ الكُتبِ

وكان إمامًا في العربيةِ والحسابِ والمنطق، ومشاركًا في الفقهِ والأصلين، والمعاني والبيان والهيئة، مع إلمامٍ بشيءٍ من علومِ الأوائل، عظيمَ الرَّغبةِ في العِلمِ والإقبالِ على أهلِه، قائمًا بالتَّكسُّبِ، خبيرًا بالمعاملة، مُمتهناً لنفسِه بمخالطةِ الباعةِ والسُّوقةِ مِن أجلِها، ولم يزلْ مُقيمًا بطيبةَ إلى أنْ ماتَ في شوَّالٍ سنةَ ثمانٍ وسبعين وثمانِ مئةٍ، ودُفِنَ بالبقيع، رحمَهُ اللهُ وإيَّانا.

٣٢٢ - أحمدُ نورُ الدِّينِ (١) - ويُدعى حاجي نور - بنُ عزِّ الدِّينِ بنِ نورِ الدِّينِ اللَّاريُّ (٢) البيدشهيوري (٣).


(١) " الضوء اللامع" ٢/ ٢٥٣.
(٢) اللار: جزيرة كبيرة بين سيراف وقيس. "معجم البلدان" ٥/ ٧٠.
(٣) لم أقف على شيء في هذه النسبة.