للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عنهُ غيرُ واحدٍ وصَحِبَه يحيى بنُ أحمدَ الزَّندَوِيُّ، وحكى لنا عنه ما سيأتي في ترجمتهِ (٤٥١٨)، وكتبَ عنهُ حسينٌ الفتحيُّ شيئًا من نظمِ أخيهِ أحمدَ، وهو:

وربَّ خَليلٍ قالَ قُمْ واسألْ الورَى … فقلتُ أليسَ الله يعلمُ حالِي

أأقصِدُ من لم يعطنِي إن سألتُهُ … وأتركُ من يعطِي بغير سُؤالِ

أكونُ كمَن يرجُو سرابًا بِقيعةٍ … ويُعرِضُ عن عَذبِ المَذاقِ زُلالِ

وكَذا قرأَ عليه العزُّ الفيُّومِيُّ "الشِّفاءَ" بِمَكَّةَ سنةَ سِتِّينَ، ماتَ في يومِ الأربعاءِ ثامنِ عشرِي ذي الحجَّةِ سنةَ ستٍّ وستينَ وثماني مئةٍ بمكةَ، ومَن أرَّخهُ سنةَ سبعٍ وخمسينَ فقد غَلِطَ، رحمهُ الله وإيَّانا.

[٤٠١٨] مُحَمَّدُ بنُ يوسفَ بنِ يعقوبَ بنِ إسماعيلَ بنِ حمَّادِ ابنِ زيدِ بنِ درهمٍ، أبو عُمَرَ الأزدِيُّ مولاهم (١)

قاضِي الحَرَمينِ واليَمنِ والشَّامِ والجَانبِ الشَّرقيِّ (٢) والشَّرقيَّةِ وعدِّةِ نواحي من السَّوادِ، وَلِيَ ذلك بتقليدٍ من المُقتَدرِ بإشارةِ الوزيرِ أبي عليِّ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ عيسَى في سَنةِ إحدَى وثَلاثِ مئةٍ، ثُم قلَّدهُ قضاءَ القُضاةِ في سنةِ سبعِ عشرةَ، وكان من خِيارِ القُضاةِ حِلمًا وعقلًا وجلالةً وصيانةً وذكاءً وفضلًا وكرمًا، سمِع محمَّدَ بنَ الوليدِ البسريَّ ومحمَّدَ بنَ إسحاقَ الصَّغانيَّ وجمَاعةً، روى عنه أبو بكرِ الأبهريُّ الفقيهُ والدارقطنيُّ وغيرهُما.


(١) "تاريخ بغداد" ٣/ ٤٠١، "المنتظم" ١٣/ ٣١٣، "العقد الثمين" رقم: ٤٩٥.
(٢) يقصد به هنا الجانب الشرقي من بغداد.