وقالت لعبدِ اللَّه بنِ الزُّبيرِ: جاءَ ابنُ عباسٍ فأثنى عليَّ، وَدِدتُ أني كُنتُ نَسيًا مَنسيًا، ماتت عن خمسٍ وستينَ في رمضانَ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ، وقيلَ: سبعٍ، وقيلَ: ثمانٍ، في خلافةِ مُعاويةَ، وصَلَّى عليهَا أبو هُريرةَ، وأَمرت أن تُدفنَ ليلًا عِندَ صواحِبَاتِهَا رَضِي الله عنهنَّ مِنَ البقيعِ، واجتمعَ النَّاسُ فلمْ يُرَ ليلةٌ أكثرَ باكيًا منها. قالَ عُروةُ: بعثَ إليها مُعاويةُ بمئةِ ألفٍ فمَا غابت عليها الشَّمسُ حتَّى فرَّقَتْهَا، فقالت مولاةٌ لهَا: لو كُنتِ اشتريتِ لنَا من ذلكَ بدرهمٍ لحمًا، فقالت: ألا ذكَّرتيني، وقالت أُمُّ دُرَّةَ: بُعثَ إليها بمالٍ في غرارتين -أراهُ ثمانينَ ومئة ألفٍ- فدعت بطبقٍ وهي يومئذٍ صائمة فجلست تقسمُهُ فمَا أمستْ وعندَهَا منهُ درهمٌ، فقالت: يا جاريةُ هلمي أفطري، فجاءتها بزيتٍ وخبزٍ، فقالت لهَا أُمُّ دُرةَ: أمَّا استطعتِ أن تشتري لنَا لحمًا بدرهمٍ نفطرُ عليهِ؟، فقالت: لا تُعنِّفيني، لو كنتِ ذكرتيني لفعلتُ.
وعن عائشةَ ابنةِ طلحةَ: أنَّ عائشةَ قتلت جانًا، فأُريتْ في النَّومِ: لقد قتلتِ مُسلِمًا، فقالت: لو كانَ مُسلِمًا مَا دَخَلَ عَلَى أزواجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقيلَ لهَا: وهَل دَخلَ إلا وعليكِ ثيابكِ، فأصبحت فَزِعَةً، فأمَرَت باثني عَشَرَ ألفًا فجعلَتهَا في سبيلِ اللَّه.
[٥٣٣٥] عائشةُ ابنةُ أبي بكرِ بنِ يُوسُفَ المحوجب أُمُّ عبدِ اللَّه بنِ عُمرَ الخَرَّازِ
لهَا ذكرٌ في أبيهَا (٤٧٩٥).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute