للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجُملةِ، فهمسَ بشيءٍ، ثمَّ دفعَ إليَّ رُقعةً لِأُوصلَها له، ففعلتُ، فلمَّا قرأَها عبدُ الملكِ قالَ لي: هل سألَكَ عن شيءٍ؟ فذكرتُ له ما وقعَ، فقالَ: هل علمتَ الرُّقعةَ؟ فقلتُ: لا، فدفعَها إليَّ فقرأتُها، فإذا فيها: عجبٌ مِن قومٍ فيهم مثلُ هذا، كيفَ ملَّكوا غيرَه، فلمَّا قرأتُها قلتُ: والله لو علمتُ ما حمَلتُها، وإنَّما قالَ هذا لأنه لم يرك، قال: فهل تدري لمَ كتبَها؟ قلتُ: لَا، قال: حسدَني عليك، وأرادَ أنْ يُغريَني بقتلِكَ، وبلغَ ذلكَ ملكَ الرُّومِ، فقال: ما أردتُ إلا هذا.

وسيأتي في بريرةَ (١) مولاةِ عائشةَ قولُه: كنتُ أجالسُها قبلَ هذا الأمرِ، فكانت تقولُ لي: يا عبدَ الملكِ، إنْ وُلِّيتَ هذا الأمرَ فاحذرِ الدِّماءِ؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "إنَّ الرَّجلَ ليُدفَعُ عن بابِ الجنَّةِ بعدَ نظرِهِ إليها على مِحْجَمةٍ مِن دمٍ يُريقُه مِن مسلمٍ بغيرِ حقٍّ" (٢).

٢٥٥٥ - عبدُ الملكِ بنُ مروانَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ أحمدَ المدنيُّ (٣).

ويُعرف بالمروانيِّ، وبالمالكيِّ. وليَ قضاءَ المدينةِ، وكانَ عالمًا، وألَّفَ "الأشربة وتحريم المسكر"، ردَّ به على أبي جعفرٍ الإسكافي، وسمعَ النَّاسُ منه كثيرًا، منهم: مِن أهلِ الأندلسِ أبو مُحمَّدٍ الأَصيليُّ، والقاضي ابنُ السّليمِ، وأبو عبدِ الله ابنُ


(١) ترجمة بريرة في قسم النساء، وهو من القسم المفقود من الكتاب.
(٢) رواه العقيليُّ في "الضعفاء الكبير" ٣/ ١٠٦، والطبرانيُّ فى "الكبير" ٢٤/ ٢٠٥ (٥٢٦)، وقال الهيثمي في "المجمع" ٧/ ٢٩٨: رواه الطبراني، وفيه: عبدُ الخالقِ بنُ زيدِ بنِ واقدٍ، وهو ضعيف. وفي إسناده أيضًا سليمانُ بنُ أحمدَ الواسطيُّ، وهو متَّهمٌ.
(٣) "الديباج المذهب" ١/ ١٥٧.