للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قضاءَ المدينةِ النبويَّةِ، وخطابَتَها، وإمامةَ الرَّوضَةِ النبويَّةِ في سنةِ خمسٍ وثمانِ مئة عِوَضًا عن ناصرِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ محمدِ بن صالحٍ، ولكنَّهُ لم يباشِرْهُ لكونِهِ كان مُقيمًا بِمَكَّةَ، فاستنابَ القاضيَ أبا حامدٍ المطريَّ.

ثمَّ لم يلبَثْ أن صُرِفَ بالقاضي ناصرِ الدِّين ابنِ صالحٍ، وقد حدَّث، قرأ عليه التقيُّ ابنُ فهدٍ، وسافرَ مرارًا إلى اليمنِ لطلب الرِّزق، وانقطعَ بأخرةٍ بمنزله مدَّةً لثِقَل بدَنِهِ، وعَجْزٍ عن الحركةِ والقيامِ، حتَّى ماتَ في صبحِ الأربعاءِ رابعَ عشرَ ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثمان مئةٍ بِمَكَّةَ، وصُلِّي عليه بعد عصرِهِ، ودُفِنَ بالمَعْلاةِ عند أسلافِهِ، وكان ضخمًا، جِدًّا، شهمًا، مِقْدَامًا، جَريئًا، رحمه الله، وعفا عنه

٣٧٧٦ - محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، أبو عبدِ الله الأنصاريُّ، التُّونسيُّ اللواتيُّ، نسبةً لقبيلة من جهات تونس، المالكيُّ، نزيلُ طيبةَ (١).

وُلِدَ في جمادى الثَّانيةِ سنةَ تِسعٍ وأربعينَ وثمان مئةٍ بتُونُسَ، كانَ والدُهُ من مُعتِقِدي الشيخِ فتحِ الله (٢)، وله انتماءٌ للدَّولةِ، فنشأ ولده، فقرأَ القرآنَ، واشتغلَ بالفِقْهِ، وغيره، وتميَّز في الفرائضِ، والحسابِ، وشارَكَ في الطِّبِّ، وغيرِهِ ثمَّ تجرَّدَ، وانسَلَخَ من مخالَطَةِ الدَّولة، وقدم مَكَّةَ، فدامَ بها قليلا ثمَّ تحوَّلَ إلى المدينةِ،


(١) "الضوء اللامع" ٨/ ١٦٦.
(٢) فتح الله الخراسانيُّ، واسمه أحمد، نزيل تونس، أحد العلماء العارفين، كانت ترد إليه الملوك والقضاة، توفي سنة ٨٤٨ هـ. "الضوء اللامع" ٦/ ١٦٧، و"القبس الحاوي" ٢/ ٤٩.