للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هو وأبو الفتحِ ابنُ صالحٍ، وآخرون، وكان فقيهًا صوفيًا، عارفًا بعلمِ الصُّوفيةِ، وعلمِ الحديثِ، والعربيةِ، وأصولِ الدِّينِ، غوَّاصَ الفِكرِ على الدَّقائقِ واستنباطِ الفوائدِ، ويُذاكرُ بأشياءَ حسنةٍ، ويُنسب إلى مُعاناةِ الكيمياءِ، وقد تزهَّدَ، ودخلَ اليمنَ، وأقامَ بها نحوًا من عشرةِ أعوامٍ، وأقامَ في مدينةِ حَيْسٍ (١) عند القاضي ابنِ العزَّافِ (٢) حتى مات، وكانت وفاتُه في أوَّلِ ذي الحجَّةِ، سنةَ اثنتين وعشرين وثمان مئةٍ، ودُفِنَ هناك، رحمه الله، وممَّنْ ترجمه شيخُنا في "إنبائه" (٣).

١٨٨ - أحمدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، أبو العبَّاسِ، التَّادليُّ (٤)، الفاسيُّ، المغربيُّ، المالكيُّ (٥).

نزيلُ المدينةِ، كانَ فقيهًا فاضلًا، متفنِّنًا إمامًا في أصولِ الفقه، مُشاركًا في الأدبِ والعربية والحديثِ، مُستحضرًا للفقه، له شرح على "الرِّسالة" لابنِ أبي زيد (٦)، بَيَّضَ منه نصفَه في ثلاثةِ أسفارٍ كبارٍ، وباقيه في سِفرٍ واحدٍ من المسوَّدة، وكذا شرح "عُمْدَة


(١) بلد من نواحي زبيد باليمن، وهي منطقة واسعة.
انظر: "معجم البلدان" ٢/ ٣٣٢.
(٢) أبو بكر ابن العزاف، متقن للفقه.
يراجع: "العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية ".
(٣) ترجمه في "إنباء الغمر" باختصار ٧/ ٣٦٥. وينظر: "الضوء اللامع" ١/ ٣٣٢.
(٤) تحرفت في الأصل إلى: الشاذلي. والتادلي: نسبة إلى تادلة، بلدة بين فاس ومراكش. انظر: "الموسوعة المغربية" ٤/ ٣٠٣.
(٥) "نصيحة المشاور" ص: ٢٢٠، و "الديباج المذهب" ص: ٨١، و "المغانم المطابة" ٣/ ١١٧٥.
(٦) "الرسالة"، في الفقه المالكيُّ، لابن أبي زيد القيرواني عبيد الله، توفي سنة ٣٩٠. طبعت عدة مرات، منها (الرباط)، وزارة الأوقاف، ١٩٨٤ م.