للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وشاركَ بعدَ اغتيالِ أخيه الزكيِّ إِخْوَته وولده في الخطابةِ والإمامةِ، وباشرَ ذلك فأَجاد، وقرأَ على شقيقه صلاح الدين "البخاريَّ"، وقدمَ القاهرةَ والشامَ، وجالَ وتكرَّرَ دخولُه الرُّومَ، وفي آخرِ قَدْماتِه لها قَطنَها مدةً، ورُزِقَ بها أولادًا من مستولدةٍ تجدَّدت له هناك، ويقالُ إنّه أَمَّ هناكَ وخَطَبَ، ثمّ عادَ وسمعَ مني بالمدينةِ في المجاورةِ الأولى، وكان بالشامِ حين كوني بطيبةَ في المجاورةِ الثانية سنةَ ثمانٍ وتسعين، فلم يلبثْ أن رجعَ في موسمها، واستمَرَّ إلى أن رأيتُه بها في مجاورتي سنةَ اثنتينِ وتسعينَ، وصليتُ خلفَه في أيامِ نوبتِهِ، ولا بأس بصوته.

[أقول: وبعد … ] (١).

[٣٨٦٨] محمَّدٌ الشَّمْسُ ابنُ صالحٍ (٢)

أخو الثلاثةِ قبلَه، شاركَ إِخوته وولَدَ أَخيه أيضًا بعد اغتيالِ أخيه، ولم يباشرْ ذلك، ودخل الشامَ ومصرَ والرُّومَ واليمنَ وغيرَها، وكان ذكيًا شهمًا كريمًا ساكنًا متوجِّهًا لمحاكاةِ العربِ بحملِ السلاحِ وركوبِ الخيلِ.

صاهرَه الفاضلُ مسعودٌ المغربيُّ على ابنتِه مُباركةَ، فَحمِدَ مُصاهرَتَهُ وأَكثرَ من الثناءِ عليه عندي، ومات عندَ قُدومِه من بلادِ الشرقِ بتحريكِ فَتْقٍ كان به، لكونه ساقَ فَرسَه خَلفَ أرنبٍ فاسترخى حتى نزل في كيسِه


(١) زيادة من الحافظ جار الله ابن فهد غير واضحة.
(٢) "الضوء اللامع" ٩/ ١٠٤.