المفيدِ، القدوةِ المرتضى، وقلتُ في سماعِ "الألفية": في البحثِ والتحقيقِ، وأفادَ واستفادَ، وأجادَ في فهمِ المرادِ. واستدللتُ على براعتِهِ ووجاهتِه، ثُمَّ أعدتُّ الكلامَ فقلتُ: على وجه البحثِ والتحريرِ، والتَّحقيق والتقريرِ، والإيضاح والاستيضاحِ، والبيان والإمعانِ، فأفادَ واستفادَ، بحيثُ استحقَّ لذلك أنْ يُدَرِّسَ ويُفيدَ، ويُزيلَ اللَّبس ويعيد، ولذا أذنتُ له في التَّصدرِ للرِّواية والدِّراية، لمِا علمتُ منه حُسنَ التصوُّر الملتحقِ فيه بأهلِ النِّهاية، مع الدُّؤوب في العمل، والعكوفِ على العلمِ في الحال والماضي والمستقبل، زادَه الله مِن فضله، وأعاذهُ مِن السُّوء وأهلِهِ، وختمَ لي وله بالصَّالحاتَ، وضمَّ شملَنا بمنْ ننتفعُ به في الحياةِ والمماتِ.
٢١٧٥ - عبدُ الله، أبو محمَّدٍ الهوَّاريُّ.
قالَ ابنُ صالحٍ: الشَّيخُ الصالح، سكنَ المدينةَ على قدمِ العبادةِ والخير، وارتحلَ إلى مكَّةَ، فأقام بها مُجُرداً على قدمِهِ المشار إليه، مع قضاءِ حوائجِ أصحابه جهدَ الطاقةِ، وطالتْ مدَّتهُ فيها، وعملَ شيخَ الرِّباط الذي ببابِ إبراهيمَ داخلَ المسجدِ الحرامِ، نيابةً عن صاحبِه أبي الحسنِ ابن فَرْعُوش، ثُمَّ ماتَ.
٢١٧٦ - عبدُ الله (١).
مولى لعمرَ، ووالدُ نُعَيْمٍ المُجْمِر، ثقةٌ، روى عنهُ: ابنه أنَّ عمرَ قال له: أتُحسنُ أن تطوفَ على النَّاس بالمَجْمَرة تُجمِّرهم؟ فقال: نعم. فكان يُجمِّر يومَ الجمعة.
٢١٧٧ - عبدُ الله، المدعو: حافظًا، الخراسانيُّ، المَدَنِيُّ.
(١) لم أجد له ترجمة، وانظر "التمهيد" لابن عبدِ البَرِّ ١٦/ ١٧٧.