للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويدرِّسُ، واشتهر بالخيرِ والعبادةِ، إلى أن مات في رمضانَ. انتهى، وكلُّهم مُتَّفِقون على السَّنَةِ، رحمه الله وإيانا.

[٣٨٩٨] محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ عبد الرحمنِ بنِ محمَّدِ ابنِ محمَّدِ بن صالحٍ، ناصرُ الدين أبو الفضلِ وأبو العِزِّ ابنُ الزَّكِيِّ ابنِ فتحِ الدينِ، الكنانيُّ، المدنيُّ، الشافعيُّ (١)

الماضي أبوه (٣٨٦٥) وجَدُّه (٣٦٧٢)، ويعرَفُ كسَلَفِهِ بابنِ صالحٍ، وُلِدَ بالمدينة ونشأ بها في كَنَفِ أبيه، فحَفِظَ القُرآنَ و"المنهاجَ" وعرَضهَ علَيَّ مع الجماعةِ في سنة ثمانين، واشتغلَ قليلًا، وقرأ عليَّ في "القولِ البديعِ" و"تقريبِ النَّواويِّ" وغيرهما، وكذا قرأ في القراءاتِ على الزينِ جعفرٍ وأجاز له، وسافر إلى الرومِ في حياةِ أبيه وبعده، وأجحفَ فيما استأداه من أوقافِهم التي هناك جدًّا ولم يرضَ عنه واحِدٌ من الفريقَينِ، ودخل الشَّامَ والقاهِرَةَ وغيرهما غيرَ مَرَّةٍ، وزاحم أعمامَهُ بجزءٍ في الخطابَةِ والإمامةِ والنَّظَرِ، ورام أكثرَ من ذلك، وهو فَطِنٌ ذَكِيٌّ جريءٌ مُقتَدِرٌ على الإلفاتِ إليه مع صِغَرِ سِنِّهِ، وكان الأشرَفُ أمر بِسَجنِهِ في القاعَةِ بِسَبَبِ مُرافَعَةِ أحدِ أعمامِه مع أهلِ المدينةِ في أبيه، ثم أطلقَهُ من الغدِ وتضعضعَ حالُهُ جدًّا وأُهينَ مرَّة بعد أخرى، وأقام بالقاهِرَةِ مُدَّةً وكذا بمكّةَ وصار يستدينُ فيهما ما يتعذَّرُ عليه وفاؤُهُ، وقاسى من الناسِ إهانةً سِيَّما بمكةَ وهو ممنوعٌ من الإقامةِ بِبَلَدِهِ، لطفَ الله به وفرَّجَ ضائِقَتَهُ.


(١) "الضوء اللامع" ٩/ ٢٢٦، "إرشاد الغاوي" ١٠١١.