للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٤١ - أيمنُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ (١)، أبو البركاتِ، السَّعديُّ، التُّونسيُّ، المالكيُّ، نزيلُ طيبةَ (٢).

قال ابنُ فَرحون (٣)،: كانَ مِنَ الأشياخِ المباركين، وأحبابِنا السَّالكين، كتبَ بخطِّهِ في آخرِ كتابٍ: أيمنَ بنَ محمَّدٍ، وعدَّ مِنْ آبائهِ أحدَ عشرَ نَفْسًا كلُّ اسمُه: محمَّدٌ، وكانَ له في كلِّ يومٍ وليلةٍ ثلاثُ خَتماتٍ، وتركَ أهلَه وإخوانَه بتونسَ، وهاجرَ إلى اللّه ورسولِه، وجمعَ "ديوانًا" كبيرًا، يشتملُ على مدائحَ نبويَّةٍ. وقال لي: إنَّه رأى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في منامِه، وإنَّه أنشدَه بعضَ قصائدِه فيه، فبصقَ في فيه، وقال له: لا فُضَّ فُوكَ، فلمْ يسقطْ له سِنٌّ، وكانَ قد جازَ السَّبعين حينَ إخبارِه لي بذلكَ، ولقد أعطيُته يومًا خُشْكَنانةً (٤) قديمةً، يابسةً لا تكاد تنكسرُ إلا بالحَجرِ، فأخذَها وقرضَها كأنَّها قطعةُ سُكَّر، بل كانَ يأخذُ الدَّرهمَ النُّحاسَ فيقطعُه بأسنانِه نصفين، وكانَ أُعجوبةَ الزَّمان، وطُرفةَ الإخوان، مِن أَدَبٍ وشِعرٍ وحكايات، مَنْ جلسَ إليه لا يكادُ يحبُّ فِراقَه، حَسنَ البديهةِ، سريعَ الجواب، حكى لنا أنَّه كانَ ساكنًا مدرسةً في تونسَ، قال: فنزلتُ يومًا في دَرَجتِها، وكنتُ عَجِلًا، واتَّفقَ أنْ كانَ قاضي القضاةِ ابنُ عبدِ الرَّفيعِ (٥) طالعًا في


(١) كتب الناسخ هنا رقم: ١٤، أي: تكرر اسم محمَّد، أربعة عشرة مرة.
(٢) "البد الطالع"، للشوكاني ١/ ١٠٧، و"التاج المكلل"، ص: ٣٦٥.
(٣) "نصيحة المشاور" ص ١٦٢.
(٤) كلمة فارسية معربة، معناها: خبز يابس. خشك: يابس، ونان: خبز. "المعرب" ص ٢٨٣ هامش.
(٥) إبراهيمُ بنُ الحسنِ، التُّونسيُّ، فقيهٌ مالكيٌّ، تولَّى القضاء، توفي سنة ٧٣٤ وقد قارب المئة. "الدرر الكامنة" ١/ ٢٣.