للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قريبًا منه، ولا يزالُ يبكي حتَّى تبُلَّ دموعُه ثيابَه، وكانَ موتُه على يدِ حديثةَ ابنِ قاسمِ بنِ قاسمِ بنِ جمَّازٍ، أخي فضلٍ، مع كونِه كانَ نازلًا معه، وآمنًا مِن جهتِه، فخلا به يومًا، وطعنَه بالرُّمحِ فقتلَه، وذلك في رمضانَ سنةَ خمسٍ وعشرين وسبع مئةٍ، وقتلَه بعضُ أصحابِ الأميرِ مِن فورِه، واستقرَّ بعدَه ابنُه كبيشٌ. ذكرَه شيخُنا في "درره" (١) باختصارٍ، قالَ: وأوَّلُ مَنْ عُرفَ مِن أمراءِ هذا البيتِ قاسمُ بنُ مهنَّا بنِ حسينِ بنِ مهنَّا، كانَ في أيَّامِ السُّلطانِ صلاحِ الدِّينِ، وماتَ أخوه سالمٌ في طريقِ الشَّامِ إلى المدينةِ، سنةَ تسعَ عشرةَ وستِّ مئةٍ، وكانَ دخلَ دمشقَ مع المُعظَّمِ (٢) لمَّا حجَّ، ووَليَ بعدَه آلُ بيتِه المدينةَ، يتناقلونها، ولم يتهنَّ منصورٌ، وكانَ قتلُه بعدَ أنْ كبِرَ وعجزَ.

[٤٢٥٨] منصورُ بنُ سلمةَ الهُذليُّ، ويقالُ: اللَّيثيُّ (٣)

مدنيٌّ، روى عن: حكيمِ بنِ محمَّدِ بنِ قيسِ بنِ مَخرمةَ، وعبد الرَّحمنِ ابن الحارثِ بن عيَّاشِ بنِ أبي ربيعةَ، ومحمَّدِ بنِ عبد الله بنِ عَمروِ ابنِ عثمانَ، وعنه: زيدُ بنُ الحُبابِ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات" (٤)، وهو في "التَّهذيب" (٥).


(١) "الدرر الكامنة" ٤/ ٣٦٢، وانظر: "مآثر الإنافة في معالم الخلافة" ١/ ٢٣١.
(٢) الملك المعظم عيسى بن العادل أبي بكرٍ الأيوبيُّ، مولده سنة ٥٧٨ هـ، ووفاته سنة ٦٢٤ هـ. "وفيات الأعيان" ٣/ ٤٩٥، و"ذيل الروضتين"، ص: ١٥٢. وكان حجه سنة ٦١١ هـ.
(٣) "المغني في الضعفاء" ٢/ ٦٧٧، "ميزان الاعتدال" ٤/ ١٨٤.
(٤) "الثقات" ٩/ ١٧١.
(٥) "تهذيب الكمال" ٢٨/ ٥٣٣، "تهذيب التهذيب" ٨/ ٣٥٥.