للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ودخلَ الهند، فحدَّثَ بها، ودرّسَ في الفقه، وخطبَ، ثَمَّ رجعَ، ووليَ قضاءَ بَجِيلة، وما حولهَا مدَّةً، وماتَ بالمدينةِ سنةَ سبعٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ.

ترجمَه شيخُنا في "إنبائه" (١)، وكذا في "درره" (٢)، وقال بعدَ بعض ما تقدَّم: وحَدَّثَ عنه أبو حامدِ ابنُ ظهيرةَ. وذكرَه الفاسيُّ (٣)، فقالَ: كانَ له اشتغالٌ كبيرٌ، ومعرفةٌ بالرَّمَل (٤)، وهو خالُ والدي، سمعَ بالمدينة على الزُّبيرِ الأُسوانيِّ، والمطريِّ، وخالصٍ البهائي، وعليِّ بنِ عمرَ بنِ حمزةَ الحجَّارِ، وسمعَ منه ابنُ مكيٍّ، وغيرُه، وإنَّه سافرَ إلى الهندِ، ثمَّ عادَ، وانقطع بقريةٍ (٥) مِن بلادِ الحجازِ بضعَ عشرةَ سنةً، ثمَّ عادَ لمكَّةَ، وأقامَ بها، ثمَّ توجَّهَ إلى المدينةِ زائراً، وأدركَه الأجلُ في أحد الجُمادين (٦)، ودُفنَ بالبقيعِ بقربِ إبراهيمَ ابنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -. وقالَ ابنُ الجزريِّ: كانَ من أئمةِ الدِّين، وعبادِ الله الصَّالحين، والفقهاءِ المُجيدين.

١٨٤٣ - عبدُ اَللهِ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ المدَنيُّ (٧).


(١) " إنباء الغمر" ٢/ ٢٠٢.
(٢) "الدرر الكامنة" ٢/ ٢٤٥.
(٣) "العقد الثمين" ٥/ ١٠٠.
(٤) قال حاجي خليفة: علم الرَّمَل: وهو علمٌ يُعرفُ به الاستدلالُ على أحوالِ المسألةِ حينَ السُّؤالِ باشكال الرَّمل، وهي اثنا عشر شكلاً على عددِ البروج، وأكثرُ مسائلِ هذا الفنِّ أمورٌ تخمينيةٌ، مبنيةٌ على التَّجارِب، فليسَ بتامِّ الكفاية. "كشف الظنون" ١/ ٩١٢.
(٥) في "العقد الثمين": بتربة، ولم يترجَّح عندي شيء.
(٦) تحرَّفت في الأصل إلى: الجماوين.
(٧) "الضوء اللامع" ٥/ ١٢، وذكر أنَّه يُعرف بابن الرّيِّس؛ لكون رياسة المدينة النبوية معهم.