للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بأبياتٍ لمَّا وَلِيتُ مشيخةَ البيبرسيةِ (١).

وتبعَه في ذكرِهِ المقريزيُّ في "عقوده" (٢)، ونابَ في الخطابةِ والإمامةِ، والقضاءِ بالمدينةِ عن أبيه، وسمعَ عليه "تاريخه" للمدينةِ بقراءة البسكريِّ، وكان إمامًا عالمًا كثير التوادِّ، ظريفَ المحاضرةِ والمحادثةِ، بارعًا في الأدبِ، ذا شعرٍ حسنٍ؛ فمنه في آبارِ المدينة ممِّا نقلتُهُ من خَطِّهِ، وسمعَهما منه والدُهُ وأخواه أبو الفتح، وأبو الفرجِ:

إذا رمتَ آبارَ النَّبىِّ بطيبةٍ … فَعِدَّتُها سَبْعٌ مقالًا بلا وَهْن

أريسٌ وغُرْسٌ رُومةُ وبُضَاعَةٌ … كذا بُصَّةٌ قُلْ بَيرُ حَاءٍ مَعَ العِهْن

وقد دَرَّسَ وأفاد، قرأَ عليه أخوه أبو الفرجِ "المنهاجَ الفرعيَّ"، وأسند والدُهُ وصيَّتَهُ إليه، ولكنَّه لم يَعِشْ بعده إلا يسيرًا؛ فإنِّه سافرَ إلى الشام؛ فقتلَه بعضُ اللُّصوص وهو متوجِّهُ في اللُّجُونِ (٣) في سنةِ تسعَ عشرةَ وثمان مئةٍ، وقُتِلَ معه ابناه أبو الرِّضا مُحَمَّدٌ، وأبو عبدِ الله الحسينُ، رحمَهما الله.

٣٤٨٧ - مُحَمَّدٌ، الكمالُ، أبو الفضل (٤).

أخو الذي قبله. وُلِدَ في خامسِ ذي القعدةِ سنةَ ثلاثٍ وثمانِ مئةٍ بالمدينةِ، وأمُّهُ


(١) في الأصل: البدرسية، والتصويب من "المجمع المؤسس"، و"الضوء اللامع".
(٢) "درر العقود الفريدة" ٣/ ٣٨٤.
(٣) اللُّجُوْن: بلد بين الأردن بينه وطبرية. "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ١٣ باختصار.
وهي الآن إحدى القرى التابعة لمحافظة جنين الفلسطينية.
(٤) "معجم الشيوخ" لابن فهد، ص ٢٢٢، و"الضوء اللامع" ٧/ ١٦٢.