للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عندَ سفرِ الحاجِّ مِن القاهرةِ سنةَ ثلاثٍ وثمان مئةٍ، ولم يلبثْ أنْ أُعيدَ، ودامَ إلى أوائلِ ذي الحجَّةِ سنةَ ستٍّ، فصُرفَ بالجمالِ ابنِ ظَهيرةَ، وتوجَّهَ صحبةَ الرَّكبِ إلى المدينةِ النَّبويّة، ثمَّ أعيدَ في موسمِ سنةِ سبعٍ، ثمَّ عُزلَ في ربيعٍ الثَّاني سنةَ ثمانٍ بالمذكور، أعيدَ في شعبانَ سنةَ عشرٍ، واستمرَّ إلى آخرِ رجبٍ سنةَ اثنتي عشرةَ، ثمَّ عُزلَ بالمذكور، أعيدَ في ربيعٍ الآخرِ سنةَ ثلاثَ عشرةَ، ولم يلبثْ أنْ صُرفَ في ذي الحجَّةِ منها بالجماليِّ، ثمَّ أُعيدَ إلى الخطابةِ معَ نظرِ الحرمِ والحِسبةِ في شوَّالٍ سنةَ ستَّ عشرةَ، ثمَّ صُرفَ عن الخطابةِ في موسمِها، ثمَّ صُرفَ عن النَّظر والحِسبةِ، وأُعيدَ الثَّلاثة وصُرفَ، وكذا درَّسَ بالأفضليةِ بمكَّةَ.

وكانَ صارمًا في الأحكامِ، وله بها معرفةٌ، لا يكادُ يستكثرُ شيئًا، كثيرَ الاحتمالِ للأذى، كبيرَ المروءةِ، جيِّدَ الحفظِ للقرآنِ، سريعَ التِّلاوة، مُديمًا لها غالبًا ليلًا ونهارًا، حتَّى في مرضِ موتِه.

روى لنا عنه التَّقيُّ ابنُ فهدٍ وغيرُه، وماتَ بمكَّةَ بعدَ أنْ أُصيبَ بالفالجِ، وبأمورٍ تُرجى له كثرةُ الثَّوابِ بسببِها في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ عشرين وثمانِ مئةٍ، ودُفنَ بالمَعلاةِ على جدِّه القاضي أبي الفضلِ، وطوَّل الفاسيُّ (١) ترجمتَه، رحمَه اللهُ.

٣٤٣٤ - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ ابنِ المحبِّ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرِ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ، الزَّينُ أبو الخيرِ ابنُ القاضي الزَّينِ أبي الطَّاهر ابنِ قاضي


(١) " العقد الثمين" ١/ ٣٧١.