للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"التهذيب" (١)، وأوَّلِ "الإصابة" (٢)، وغيرِهما كالفاسيِّ (٣) في نصف كرَّاسٍ.

وذكرَه مسلمٌ (٤) قيمن عُدَّ في المكيين.

وخلافتُه بلا شكٍّ صحيحةٌ، خرجَ عليه مروانُ بعدَ أنْ بويعَ لي في الآفاقِ كلِّها إلا بعضَ قرى الشَّامِ، فغلبَ مروانُ على دمشقَ، ثمَّ غزا مصرَ فملكَها، وماتَ بعدَ ذلكَ، فغزا بعدَ مدَّةٍ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ العراقَ، فقتلَ مصعبَ بنَ الزُّبير، ثمَ غزا الحَجَّاجُ مكةَ، فقتلَ عبدَ الله، وقد كانَ عبدُ اللهِ أوَّلًا امتنعَ مِن بيعةِ يزيدَ بنِ معاويةَ، وسمَّى نفسَه عائذَ البيتِ، وامتنعَ بالكعبةِ، فأغزى يزيدُ جيشًا عظيمًا، فعلوا بالمدينة في وقعة الحَرَّة ما اشتُهرَ، ثمَّ ساروا مِن المدينةِ إلى مكَّةَ، فحاصروا ابنَ الزُّبير، ورموا البيتَ بالمنَجنيقِ، وأحرقوه، فجاءَ نَعْيُ يزيدَ وهم على ذلكَ، فرجعوا إلى الشَّام، فلمَّا غزا الحَجَّاجُ مكةَ فعلَ كما فعل أسلافُه، ورمى البيتَ بالمنَجنيقِ، وارتكبَ أمرًا عظيمًا، فظهرَتْ حينئذٍ شجاعةُ ابنِ الزُّبيرِ، فحمَى المسجدَ وحدَه وهو في عشرِ الثمانين، بعدَ أنْ خذلَه عامَّةُ أصحابِه، حتَّى قُتلَ صابرًا محتسبًا، مُقْبِلا غيرَ مُدْبرٍ، رضي الله عنه ورحمه.

١٩١٠ - عبدُ اللّه بنُ الزُّبيرِ المِصريُّ، ثمَّ المدَنيُّ، الشَّافعيُّ.

وُلِدَ بالمدينةِ، ونشَأ بها، وتفقَّه بالكازروني، فبرعَ، وماتَ في حدودِ السَّبعين.


(١) "تهذيب الكمال" ١٤/ ٥٠٨، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ٢٩٧.
(٢) "الإصابة" ٢/ ٣٠٨.
(٣) "العقد الثمين" ٥/ ١٤٠.
(٤) "الطبقات" ١/ ١٦٥ (٢١١).