للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤٥٣٥] يحيى بنُ زكريا، أو: زُكري، المحيويُّ أبو زكريا الشِّهابيُّ ثمَّ السُّواريُّ، ثمَّ الشَّاميُّ، الحَورانيُّ، الشَّافعيُّ

روى عن: المحبِّ أحمدَ بنِ عبد الله، والرَّضيِّ إبراهيمَ بنِ محمَّدٍ الطَّبريينِ، وعنه: الآقشهريُّ، ووصفَه بالشَّيخِ الفقيهِ، نائبِ الحُكمِ والتَّدريسِ بالمدينةِ، انتهى. ورأيتُ موسى بنَ عبد الرَّحمنِ المدلجيَّ وقفَ عليه "شرحَ مسلمٍ" للنَّوويِّ، في شعبانَ سنةَ ثمان عشرةَ وسبعِ مئةٍ، بالمدينةِ، ووُصفَ بالفقيهِ، الإمامِ، العالمِ، العاملِ، المجاورِ بالمدينةِ، انتهى.

قالَ ابنُ فرحونٍ (١): أقامَ بمكَّةَ مدةً طويلةً، يُفقِّه بها، وأدركَ المحبَّ الطَّبريَّ الكبيرَ، الحافظَ، فتفقَّه عليه، ثمَّ أقامَ بالمدينةِ نحوَ عشرين سنةً على الاشتغالِ بالعلم، مع التَّجرُّدِ مِن الدُّنيا، وكانت له خزانةٌ عظيمةٌ، مشتملةٌ على كتبٍ حافلةٍ، كالرَّافعيِّ، والرَّوضة، وابنِ الرِّفعةِ، أوقفَها كلَّها، وجعلَ مقرَّها خزانةَ المدرسةِ الشِّهابيةِ، المقابلةِ لبيتِه الذي بالزَّاويةِ، الملاصقِ لإيوانِ الشَّافعيةِ؛ لظنِّه استمرارَ المدرسةِ على حالِها في أيَّامِه دائمًا، ولذا شرطَ أنْ لا تُغيَّرَ الخِزانةُ مِن موضعِها، ولو رأى حالَها اليومَ ما قيَّدَها بهذا الشَّرطِ، ولمَّا خِيفَ عليها أمرَ القاضي بوضعِها بخزانةِ الكتبِ اليومَ، وهو البيتُ الذي على بابِ المدرسةِ، أصلحَ الله أمرَها، وردَّ إليها حالها. وكانَ صاحبُ التَّرجمةِ نائبًا في الحكمِ عن القاضي سراجِ الدِّينِ (عمر ابن أحمد الخضر الأنصاري قاضي المدينة) (٢) لمَّا سافرَ إلى مصرَ، فحكمَ


(١) "نصيحة المشاور"، ص: ٩٤.
(٢) ما بين القوسين لَحَقٌ بالحاشية، وكتب عليها: "صح".