للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٣٨٤٣] مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد بن إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ أبي المَجْدِ عبد الله

وقيل: أحمد.

قالَ ابنُ فَرحُونٍ (١): الشَّيخُ الإمامُ العلَّامةُ، زينُ الفقهاء، صَدْرُ المحدِّثينَ، الشَّرفُ أبو الفتحِ ابنُ القاضي العِزِّ أبي عبد الله ابنِ الشيخِ الكمالِ أبي العبَّاسِ، ابنِ العلَّامةِ شيخِ الشافعيَّةِ البُرهانِ أبي أحمدَ اللَّخِميُّ، المصريُّ، الشافعيُّ، عُرِفَ بِابْنِ الأُمْيُوطِيِّ (٢).

وُلِدَ بالقاهرةِ سنةَ أربعٍ وسبعينَ وستِّ مئةٍ، يعني في ذي القعدهِ منها، وَلِيَ القضاءَ والخَطابةَ والإمامةَ بالمدينةِ في آنٍ واحدٍ، فالقضاءُ بعدَ العَلَمِ يعقوبَ بنِ جمالٍ (٤٦٥٢)، والباقي بعدَ البهاءِ ابنِ سلامةَ (٤٢٩٧) الآتِيَينِ، وكَان فقيهًا فُرُوعيًّا حافِظًا للمذهبِ، قلَّ أن رأيتُ مثلَهُ في حِفْظِهِ وغزارَةِ عِلمه، وأمَّا كلامُه عَلَى الحديثِ واستِنْباطُه لِعلومِهِ وما يَسْتَلْوِحُ مِن فوائدِهِ فالعَجَبُ العَجَبُ. قَال لي أَخي عليٌّ: جُبْتُ البلادَ شرقًا وغربًا فلَمْ أَرَ أحدًا يتكلَّمُ عَلَى الحديثِ مثلَهُ، وكَانَ كريمًا جَوادًا، حَسَنَ المُحَاضرةِ، لَيِّنَ العَرِيكَةِ حَتَّى ينحرفَ فكأنَّهُ غيرُ الذي تعْرفُهُ، ولَمَّا قَدِمَ المدينةَ، عَرَضَ عَلَى العَلَمِ يعقوبَ النِّيَابَةَ عَنْهُ في الأحكامِ فامتنعَ، ولكن نَزَلَ لَهُ عَن تدريسِ المدرسةِ الشِّهابيةِ فقَبِلَهَا، واستمرَّ مُدرِّسًا للشّافِعِيَّةِ مُحَبَّبًا إلى النَّاسِ.


(١) "نصيحة المشاور" (ص: ٢١٧ - ٢١٩).
(٢) وأُميوط: بلدة من الغربية بمصر. "معجم البلدان" ١/ ٢٥٦.