للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وولي بها تدريسَ مدرسةِ أمِّ الأشرَفِ صاحبِ مصرَ سنة سبعين، ثمَّ إلى دمشقَ في سنة إحدى وسبعينَ، وعاد في آخرها إلى تدريسِ الشَّاميَّةِ البَرَّانيَّةِ بعد موت التاج السُّبكيِّ، واستمرَّتْ معه حتَّى ماتَ بعدَ أن سُئِلَ في الرَّغبةِ عنها لمَن فيه أهليةٌ بِعِوَضٍ، فتوقَّفَ تورُّعًا، وماتَ في سادسِ عشرَ شوالٍ، ودُفِنَ ببابِ الصغيرِ.

٣٤١٤ - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، الجمالُ، أبو الفضلِ ابنُ الشَّاميِّ، الشَّافعيُّ (١).

نزيلُ بالمدينةِ، تفقَّه بالعمادِ إسماعيلَ بنِ خليفةَ الحُسْبَانيِّ بدمشقَ، وأذِنَ له في الإفتاء والتَّدريسِ، وأخذَ عن أبي العبَّاسِ العنَّابي (٢)، والتَّقيِّ ابنِ رافعٍ، وسمعَ مِن ابنِ أُميلةَ، وجُويريةَ، وغيرِهما بدمشقَ ومصرَ وغيرِهما، بل تخرَّجَ مِن المدينةِ بالعفيفِ المطريِّ، وسمعَ منه، واعتنى بهذا الشَّانِ، وكتبَ الطِّباقَ، وكانَ فاضلًا في فنونِه، ذا خطٍّ حسنٍ وحدَّثَ باليسيرِ، وكانَ قد ترافقَ هو وعبد السَّلامِ الكازرونيُّ إلى مكَّةَ، فيقالُ عنهما: دُسَّ عليهما سمٌّ بسببٍ مِن الأسبابِ، فماتا منه، هذا في صفرَ سنةَ تسعٍ وسبعين وسبعِ مئةٍ، ولم يُكملِ الأربعينَ، ودُفنَ بالمعلاةِ، ثمَّ الآخرُ بعدَه بأيامٍ. ترجمَه شيخُنا في "إنبائه" (٣) وأغفلَه مِن "درره".

وترجمَه الوليُّ ابنُ العراقيِّ في "وفياته"، والفاسي (٤) في "تاريخ مكَّةَ"، وقالَ:


(١) "إنباء الغمر" ١/ ٢٥٦.
(٢) أحمدُ بنُ محمَّدٍ العنابيُّ، نحويٌّ، مقرئ، وفاته سنة ٧٧٦ هـ. "غاية النهاية" ١/ ١٢٥، و"الدرر الكامنة" ١/ ٢٩٨.
(٣) "إنباء الغمر" ١/ ٢٥٦.
(٤) "العقد الثمين" ١/ ٢٩٩.