للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٦٧٦ - محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ الرَّبعيُّ.

مِن ولدِ ربيعةَ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطلبِ، له زيادةٌ في المسجِدِ.

٣٦٧٧ - محمَّدُ بنُ عبدِ الله السَّبتيُّ، المَغرِبيُّ، ثمَّ المدَنيُّ، المالكيُّ.

قالَ ابنُ فرحونٍ (١): إنَّهُ كَانَ مِن قُدَماءِ المجاورينَ المقدَّمينَ في العِلْمِ والتعليمِ، بل مِنْ المحدِّثين بلا شَكٍّ، وكانتْ له على أولادِ المجاورينَ -بل وأهلِ المدينة- يدٌ طويلةٌ، ومِنَّةٌ عظيمةٌ في تعليمِ القِرَاءاتِ، وإنْ قلتُ: إنه لم يَنْجُبْ أحدٌ مِن أبناءِ زَمَانِهِ على يَدِ غيرِه من المعلِّمينَ صَدَقْتُ.

وكانَ في كُتَّابه فوقَ مِئَةِ مُتَعَلِّمٍ ما بين صَبِيٍّ يَفَاعٍ (٢)، وصغيرٍ يَرَاعٍ (٣)، قد رتَّبَ كُتَّابَهُ، فجعلَ العُرَفاءَ فوقَ مَن دونهم، وقدَّمَ على كلِّ طائفَةٍ واحدًا منهم، وانتظَمَ له سِلْكُ التَّعليمِ، أكثرُهُ بالتخويفِ والتَّهدِيدِ، وكانتْ له فِراسَةٌ عظيمةٌ في الوَلَدِ قلَّ أنْ تُخطِئَ، حتَّى إنَّهُ ليقولُ للواحدِ منهم: أنتَ كنتَ في مكانِ كذا وكذا، وفعلتَ كذا وكذا، فيكونُ كذلك، ولذا كان يُهابُ في غَيْبَتِهِ أكثرَ مِنْ حضورِهِ.

ومما جرى لنا يومًا معه أنَّ الطَّوَاشِيَّ شفيعًا الكرمونيَّ (٤) جاءَ إليه يومًا، فقالَ له: إنَّ عمَّالَ الحَرَمِ قد فقدوا مُربَّعَةَ خَشَبٍ مدهونةً، يكون قدرُهَا ذِرَاعًا في ذراعٍ،


(١) "نصيحة المشاور"، ص: ١٧٨.
(٢) مراهق، قال الجوهريُّ: أيفعَ الغلام، أي: ارتفع، وهو يافع. "الصحاح": يفع.
(٣) في الأصل: ويَراع، والواو زائدة، وأصله من اليَرْع، وهو ولد البقرة. "القاموس": يرع.
(٤) تقدَّمت ترجمته في موضعها.