للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٦٢٤ - شعبانُ بنُ حسينِ ابنِ النَّاصرِ محمَّدِ بنِ قَلاوونَ، الأشرفُ الصَّالحيُّ، النَّجميُّ (١).

صاحبُ الدِّيارِ المِصريةِ والشَّاميةِ، وغيرِها مِن البلادِ الإسلاميةِ، وَليَها بعدَ خلعِ ابنِ عمَّه المنصورِ محمَّد ابنِ المظفَّرِ حاجي ابنِ النَّاصرِ في شعبانَ سنةَ أربعٍ وستين وسبع مئةٍ، وولَّى لصِغَرِه تدبيرَ الدولة يَلبُغا الخاسكِيّ (٢) إلى ربيعٍ الآخرِ سنةَ ثمان وستين؛ لثورانِ مماليكه عليه، وانتموا إلى الأشرف، وتمكَّنَ الأشرفُ، إلى أن خُلعَ، وهو غائبٌ؛ فإنَّه توجَّهَ للحجِّ في ذي القَعدةِ سنةَ ثمان وسبعين وسبع مئةٍ بولدِه عليٍّ الملقَّبِ بالمنصور، وكانَ ثارَ عليه جماعةٌ، وهو بالعَقبةِ، فعادَ إلى القاهرةِ، فوجدَ الأمرَ كذلك، فاختفى بها إلى أنْ قُبِضَ عليه، وآلَ أمرُه إلى أنْ خُنِقَ في هذا الشَّهر، وكانَ قد فعلَ بالحرمينِ مآثرَ حسنةً، فقرَّرَ دروسًا في المذاهبِ الأربعة، ودرسًا في الحديث، وتصادير (٣)، وقُرَّاء ومؤذّنين، وغيرَهم، ومكتبًا للأيتامِ بإشارةِ كبيرِ دولته يَلبُغا المشار إليه.

ذكرَه الفاسيُّ (٤) مطوَّلًا، وأحكمَ القُبَّةَ التي على الضَّريحِ النَّبويِّ في سنةِ خمسٍ


(١) المنهل الصافي ٦/ ٢٣٣، و"الدرر الكامنة" ٢/ ١٩٠، و" النجوم الزاهرة" ١١/ ٢٤.
(٢) يلبغا بنُ عبدِ الله الخاصكُّي، -بالسين والصاد- الأمير الكبير. قتل سنة ٧٦٨ هـ. "الدرر الكامنة" ٤/ ٤٣٨.
(٣) التصادير جمع تصدير، وهي وظيفة كانت في الدولة.
(٤) "العقد الثمين" ٥/ ٧.